اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 121
الملك بن مروان، قال: عاش ابن هند- يعني معاوية- عشرين سنة أميرا و عشرين سنة خليفة، و جزم به محمد بن إسحاق. و فيه تجوّز، لأنه لم يكمل في الخلافة عشرين إن كان أولها قتل علي، و إن كان أولها تسليم الحسن بن علي فهي تسع عشرة سنة إلا يسيرا.
و في صحيح البخاري، عن عكرمة: قلت لابن عباس. إن معاوية أوتر بركعة. فقال:
إنه فقيه. و في رواية: إنه صحب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم).
و حكى ابن سعد أنه كان يقول: لقد أسلمت قبل عمرة القضية، و لكني كنت أخاف أن أخرج إلى المدينة، لأن أمي كانت تقول: إن خرجت قطعنا عنك القوت.
و أخرج ابن شاهين، عن ابن أبي داود بسنده إلى معاوية- حديث: الخير عادة، و الشر لجاجة. و قال: قال ابن أبي داود: لم يحدّث به عن النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) إلا معاوية.
و
في مسند أبي يعلى عن سويد بن شعبة، عن عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده سعيد- هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، عن معاوية، قال: اتبعت رسول (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) بوضوء، فلما توضّأ نظر إلي فقال: «يا معاوية، إن ولّيت أمرا فاتّق اللَّه و اعدل».
فما زلت أظن أني مبتلى بعمل. صويد فيه مقال.
و قد أخرجه البيهقيّ في «الدلائل» من وجه آخر، و في تاريخ البخاريّ، عن معمر، عن همام بن منبّه، قال، قال ابن عباس: ما رأيت أحدا أحلى للملك من معاوية. و قال البغويّ:
حدثنا عمي عن الزبير، حدثني محمد بن علي، قال: كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب.
و ذكر ابن سعد عن المدائني، قال: نظر أبو سفيان إلى معاوية و هو غلام فقال: إن ابني هذا لعظيم الرأس، و إنه لخليق أنه يسود قومه. فقالت هند: قومه فقط ثكلنه إن لم يسد العرب قاطبة.
و قال المدائنيّ: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، و كان معاوية يكتب للنبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) فيما بينه و بين العرب.
و
في مسند أحمد، و أصله في مسلم، عن ابن عباس، قال: قال النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): ادع لي معاوية- و كان كاتبه.
و قد روى معاوية أيضا عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و أخته أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان.
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 121