اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 573
فلما أرادوا الرحيل أيقظوه، فقام، و قد مال شقّه، و ذهب لسانه، فلم يلبث أن مات، فقالت امرأته الجعفرية ... فذكر البيتين.
و قال المرزبانيّ: مات في خلافة عثمان بالفالج. و قد جاوز المائة بعشرين سنة، و قيل بخمسين.
و حكى أبو عمرو أنه مات بالقادسية إمّا قتيلا و إما عطشا. و قيل: بل بعد وقعة نهاوند سنة إحدى و عشرين.
قلت: و قيل: إنه عاش بعد ذلك، ففي كتاب المعمرين لابن أبي الدنيا، من طريق جويرية بن أسماء، قال: شهد صفّين غير واحد أبناء خمسين و مائة، منهم عمرو بن معديكرب.
و أخرج أحمد بن سيار، و عمرو بن شبّة، من طريق رميح بن هلال، عن أبيه: رأيت عمرو بن معديكرب في خلافة معاوية شيخا عظيم الخلقة، أعظم ما يكون من الرجال، أجشّ الصوت، إذا التفت التفت بجميع جسده.
و قال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: شهد عمرو بن معديكرب القادسية، و هو ابن مائة و ست سنين. و قيل مائة و عشرة.
و قال أبو عمر: كان شاعرا محسنا، و مما يستحسن من شعره قصيدته التي أولها:
أمن ريحانة الدّاعي السّميع* * * يؤرّقني و أصحابي هجوع
[الوافر] يقول فيها:
إذا لم تستطع شيئا فدعه* * * و جاوزه إلى ما تستطيع [1]
[الوافر] و هو فحل في الشجاعة و الشعر.
قال عمرو بن العلاء: لا يفضل عليه [فارس في العرب] [2]، و هو القائل في قيس بن مكشوح المرادي من قصيدة يقول فيها:
[1] ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032)، و الاستيعاب ترجمة رقم (1981)، و الأصمعيات 172، 174، و الأغاني 14/ 32.