اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 570
في أبيات له.
و مدح عمرو بن معديكرب خالد بن سعيد بقصيدة أشرت إليها في ترجمة خالد.
و شهد عمرو فتوح الشام، و فتوح العراق، فقال ابن عائذ في المغازي: سمعت أبا مسهر يحدّث عن محمد بن شعيب، عن حبيب، قال: قال مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ: ما رأيت أشرف من رجل برز يوم اليرموك، فخرج إليه علج فقتله [1]، ثم انهزموا و تبعهم، ثم انصرف إلى خباء عظيم [2]. فنزل و دعا بالجفان، و دعا من حوله، فقلت: من هذا؟ قيل:
عمرو بن معديكرب.
و قال الهيثم بن عديّ: أصيبت عينه يوم اليرموك.
و أخرج أبو بكر بن أبي شيبة، و ابن عائذ، و ابن السّكن، و سيف بن عمر، و الطّبرانيّ، و غيرهم، بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم، قال: شهدت القادسية فكان سعد على الناس، فجعل عمرو بن معديكرب يمرّ على الصفوف، و يقول: يا معشر المهاجرين، كونوا أسودا أشدّاء، فإنّ الفارس [3] إذا ألقى رمحه يئس، فرماه أسوار من الأساورة بنشّابة، فأصاب سية قوسه، فحمل عليه عمرو فطعنه فدقّ صلبه، و نزل إليه فأخذ سلبه.
و أخرجها ابن عساكر من وجه آخر أطول من هذا، و في آخرها: إذا جاءته نشّابة فأصابت قربوس سرجه، فحمل على صاحبها، فأخذه كما تؤخذ الجارية، فوضعه بين الصفين، ثم احتزّ رأسه، و قال: اصنعوا هكذا.
و روى الواقديّ من طريق عيسى الخياط، قال: حمل عمرو بن معديكرب يوم القادسية وحده فضرب فيهم، ثم لحقه المسلمون و قد أحدقوا به و هو يضرب فيهم بسيفه، فنحّوهم عنه.
و رأيت في ديوانه، رواية أبي عمرو الشيبانيّ، من نسخة فيها خط أبي الفتح بن جني قصيدة يقول فيها:
و القادسيّة حين زاحم رستم* * * كنّا الكماة نهرّ كالأشطان
و مضى ربيع [4]بالجنود مشرّقا* * * ينوي الجهاد و طاعة الرّحمن [5]