اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 538
عمرو بن هصيص [1] بن كعب بن لؤيّ القرشي السهمي، أمير مصر، يكنى أبا عبد اللَّه، و أبا محمد.
أمّه النابغة، من بني عنزة، بفتح المهملة و النون.
أسلم قبل الفتح في صفر سنة ثمان، و قيل بين الحديبيّة و خيبر، و كان يقول: أذكر اللّيلة التي ولد فيها عمر بن الخطاب. و قال ذاخر المعافري [2]: رأيت عمرا على المنبر أدعج أبلج [3] قصير القامة.
و ذكره الزّبير بن بكّار، و الواقديّ بسندين لهما- أنّ إسلامه كان على يد النجاشي، و هو بأرض الحبشة.
و ذكر الزّبير بن بكّار أنّ رجلا قال لعمرو: ما أبطأ بك [4] عن الإسلام و أنت أنت في عقلك؟ قال: إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدّم، و كانوا ممّن [يواري [5] حلومهم الخبال] [6] فلما بعث النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فأنكروا عليه فلذنا بهم [7]، فلما ذهبوا و صار الأمر إلينا نظرنا و تدبّرنا فإذا حقّ بيّن، فوقع في قلبي الإسلام، فعرفت قريش ذلك مني من إبطائي عما كنت أسرع فيه من عونهم عليه، فبعثوا إليّ فتى منهم، فناظرني في ذلك، فقلت: أنشدك اللَّه ربك و ربّ من قبلك و من بعدك، أ نحن أهدى أم فارس و الروم؟ قال: نحن أهدى. قلت: فنحن أوسع
[3] الدّعج و الدّعجة: السواد في العين و غيرها، يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد، و قيل الدّعج: شدة سواد العين في شدة بياضها. النهاية 2/ 119 أي مشرق الوجه مسفره النهاية 1/ 151.