اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 431
فضمّه ابن الأثير إلى عقبة بن عامر بن نابي الّذي ذكره ابن عبد البر، لكونه من بني سلمة، بكسر اللام، فيصحّ في نسبه سلمة بفتح اللام، فجعلهما واحدا. و يغلب على ظني أنه غيره لما سأذكره في الّذي بعده.
قد ذكرت في الّذي قبله أن أبا نعيم ترجم له هكذا [2]، و أورد له الحديث الماضي من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر، عن أبيه عقبة، و هو في نسخة معتمدة بضم السين، فيكون من بني سليم، فهو غير الّذي قبله.
و يؤيده أنّ يزيد بن أسلم ولد بعد اليمامة بدهر أيضا.
و قد ذكر الباورديّ فيمن شهد صفّين من الصحابة مع عليّ- عقبة بن عامر السلمي، و هذا مما يؤيّد أنّه غير الّذي اسم جده نابي، فإن اليمامة كانت سنة اثنتي عشرة، و صفّين كانت سنة سبع و ثلاثين، فهو غيره قطعا، و لا جائز أن يكون الجهنيّ، لأن الجهنيّ كان مع معاوية بصفّين لا مع علي، و لأن في حديث زيد بن أسلم عنه أنه جاء بابن له إلى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم).
و قد قال محمّد بن سعد في الطبقات: إن عقبة بن عامر بن نابي لا عقب له، و كذا جزم به الدمياطيّ في أنساب الخزرج.
و أما قول ابن الأثير: إنّ رواية زيد بن أسلم عنه مرسلة، فهو بناء على ما ظنّه أنه الأنصاري، فأما إن كان كما جوّزته و أنه سلمي، و أنه عاش إلى أن شهد صفين فلا مانع من إدراك زيد بن أسلم له.
و هذا كلّه إن صحّ سند حديث زيد بن أسلم، و ما ذكره الباوردي، فإن في سند كل منهما مقالا. و اللَّه أعلم.
5620- عقبة بن عبد اللَّه:
الأنصاري السلمي.
ذكره الباورديّ و ابن السّكن في الصحابة، و روى ابن السكن من طريق يزيد بن رومان، عنه، قال: خرجنا مع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) في غزوة حتى إذا كنا ببطن رابغ استقبلتنا ضبابة فأظلم الطريق: فذكر الحديث في فضل المعوّذتين.
و روى الباورديّ من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع بالسند الضعيف أنه عدّه فيمن شهد صفّين من الصحابة.