اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 430
عزله كتب إليه أن يغزو رودس [1]، فلما توجّه سائرا استولى مسلمة، فبلغ عقبة، فقال:
أغربة و عزلا؟ و ذلك في سنة سبع و أربعين.
و مات في خلافة معاوية على الصحيح.
و حكى أبو زرعة في تاريخه عن عبادة بن نسي، قال: رأيت رجلا في خلافة عبد الملك يحدّث، فقلت: من هذا؟ قالوا: عقبة بن عامر الجهنيّ. قال أبو زرعة: فذكرته لأحمد بن صالح، قال: هذا غلط. مات عقبة في خلافة معاوية. و كذلك أرخه الواقدي و غيره، و زادوا في آخرها: و أما قول خليفة بن خياط قتل في النهروان من أصحاب عليّ عامر بن عقبة بن عامر الجهنيّ فهو آخر، بدليل قول خليفة في تاريخه: مات في سنة ثمان و خمسين عقبة بن عامر الجهنيّ.
5618- عقبة بن عامر بن نابي:
بنون و موحدة وزن قاضي، ابن زيد بن حرام [2] بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.
ذكره أبو عمر و غيره، فقالوا [3]: شهد العقبة الأولى و بدرا و أحدا، [و أعلم بعصابة خضراء في مغفره، و شهد الخندق] [4] و سائر المشاهد، و استشهد باليمامة.
و تقل أبو موسى عن جعفر المستغفريّ أنه ذكره، فقال: عقبة بن عامر بن نابي له صحبة، استشهد باليمامة، و ساق ذلك بسنده عن ابن إسحاق.
و ذكره ابن سعد بنحو ما ذكره أبو عمر، فهو سلفه فيه.
و روى أبو نعيم، من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عقبة بن عامر السلمي، قال: جئت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بابني و هو غلام حدث السنّ، فقلت: بأبي أنت و أمي! علّم ابني دعوات يدعو بهنّ و خفف عليه، فقال: «قل يا غلام: اللَّهمّ إنّي أسألك نجاة في إيمان، و إيمانا في حسن خلق، و صلاحا يتبعه نجاح».
فأعادها عليه الغلام حتى قال الغلام:
قد فهمت.
ترجم له أبو نعيم: فقال: عقبة بن عامر السلمي، و ساق له هذا الحديث، و لم يزد،
[1] رودس قال القاضي عياض: هو بضم أوله و غيره يقول بفتحها و الدال مكسورة باتفاق و كلهم قالوا بسين مهملة و في كتاب أبي داود من طريق الرمليّ بالشين المعجمة و هي جزيرة ببلاد الروم. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 639، 640.