اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 426
السموات و الأرض أمره بهذا الدين، و لا و اللَّه ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
قال عفيف: فتمنّيت أن أكون رابعهم. قال ابن عبد البر: هذا حديث حسن جدّا.
قلت: و له طريق أخرى أخرجها البخاري في تاريخه، و البغوي، و ابن أبي خيثمة، و ابن مندة، و صاحب الغيلانيات، كلّهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق: حدثني يحيى بن أبي الأشعث، عن إسماعيل بن إياس [1] بن عفيف، عن أبيه، عن جده، فذكر نحوه، و قال في آخره: و لم يتبعه على أمره إلا امرأته و ابن عمه، و هو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى و قيصر، فكان عفيف يقول- و قد أسلم بعد: لو كان اللَّه يرزقني الإسلام يومئذ كنت ثانيا مع علي.
قال البخاريّ: لا يتابع في هذا. و رواه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه إلا أنه وقع عنده عن إسماعيل بن عمرو بن عفيف، أبدل إياسا بعمرو.
و قال ابن فتحون في عفيف هذا ضبطه الباوردي بالتصغير، قال: و الأكثر على الألسنة بالفتح.
قلت: و روايته في معجم البغوي في نسخ صحيحة كما ضبطه الباوردي.
فرّق البغويّ بينه و بين الأول، و كذا ابن أبي حاتم إلا أنه لم يذكر في هذا أنه صحابي، بل قال: روى عن عمرو، و أشار إلى ذلك ابن عبد البر، و فرّق بينهما أيضا ابن ماكولا فضبط هذا بالتصغير، و ذكر الأول في الجادة.
و روى البغويّ و الطّبرانيّ و أبو زرعة أحمد بن الحسين الرّازيّ في كتاب «الشّعراء»، من طريق هشام بن الكلبي، عن سعيد بن فروة، و في رواية أبي زرعة، عن فروة بن سعيد بن عفيّف بن معديكرب، عن أبيه، عن جده، قال: بينما نحن عند رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) إذ أقبل إليه وفد من اليمن، فقالوا: يا رسول اللَّه، لقد أحيانا اللَّه ببيتين من شعر امرئ القيس ... فذكر الحديث و القصة، و فيه: «ذاك رجل مذكور في الدّنيا منسي في الآخرة، شريف في الدّنيا،