اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 292
قال الزّهريّ، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه و عبد اللَّه بن عامر- أنّ عمر رجع بالناس لحديث عبد الرحمن، و هو في الصحيحين بتمامه، و رجع إليه عمر في أخذ الجزية من المجوس. رواه البخاري.
و ذكر خليفة بسند له قويّ عن ابن عمر، قال: استخلف عمر عبد الرحمن بن عوف على الحج سنة ولي الخلافة، ثم حجّ عمر في بقية عمره، و صلّى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) خلفه في سفرة سافرها ركعة من صلاة الصبح، أخرجه من حديث المغيرة بن شعبة.
و أخرج علي بن حرب في فوائده، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح- أنّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) قال: «الّذي يحافظ على أزواجي من بعدي هو الصّادق البارّ».
فكان عبد الرحمن بن عوف يخرج بهنّ، و يحجّ معهن، و يجعل على هوادجهنّ الطيالسة، و ينزل بهنّ في الشّعب الّذي ليس له منفذ.
و قال عمر: عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين.
و أخرج الحارث بن أبي أسامة، عن عليّ- رفعه في قصة، قال: عبد الرحمن أمين في السماء، و أمين في الأرض.
و في سنده أبو معلى الجزري.
و أخرج الزّبير بن بكّار، من طريق سهلة بنت عاصم، قالت: كان عبد الرحمن بن عوف أبيض أعين، أهدب أقنى، له جمّة أسفل من أذنيه.
و قال إبراهيم بن سعد، عن أبيه: كان طويلا أبيض مشربا حمرة، حسن الوجه، دقيق البشرة، لا يخضب. و يقال: إنه جرح يوم أحد إحدى و عشرين جراحة.
و أخرج السراج، من طريق إبراهيم بن سعد، قال: بلغني أنّ عبد الرحمن أصيب في رجله، فكان أعرج.
و أخرج الطّبرانيّ من طريق سهلة بنت عاصم: كان عبد الرحمن أبيض أعين، أهدب الأشعار، أقنى، طويل النابين الأعليين، له جمّة، أعنق، ضخم الكفين، غليظ الأصابع.
و أخرج التّرمذيّ و السّرّاج في «تاريخه» من طريق نوفل بن إياس الهذلي، قال: كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسا، و نعم الجليس، فانقلب بنا ذات يوم إلى منزله فدخل فاغتسل، ثم خرج، فأتانا بقصعة فيها خبز و لحم ثم بكى، فقلنا: ما يبكيك يا أبا محمد؟
قال: مات رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و لم يشبع هو و أهله من خبز الشعير، و لا أرانا أخّرنا [1] لما هو خير لنا.