اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 291
و كان اسمه عبد الكعبة، و يقال عبد عمرو، فغيّره النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم). و جزم ابن مندة بالثاني.
و أخرجه أبو نعيم بسند حسن، و آخى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بينه و بين سعد بن الربيع، كما ثبت في الصحيح من حديث أنس، و بعثه النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) إلى دومة الجندل، و أذن له أن يتزوّج بنت ملكهم الأصبغ بن ثعلبة الكلبي، ففتح عليه، فتزوّجها و هي تماضر أم ابنه أبي سلمة.
روى عن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و عن عمر.
روى عنه أولاده: إبراهيم، و حميد، و عمر، و مصعب، و أبو سلمة، و ابن ابنه المسور بن إبراهيم، و ابن أخته المسور بن مخرمة، و ابن عباس، و ابن عمر، و جبير بن مطعم، و جابر، و أنس، و مالك بن أوس بن الحدثان، و عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، و بجالة بن عبدة، و آخرون.
و قال أبو نعيم: روى عنه عمر، فقال فيه العدل الرضى.
و عن نيار الأسلمي، عن أبيه: كان عبد الرحمن ممن يفتي على عهد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، رواه الواقدي.
و قال معمر، عن الزهري: تصدّق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بشطر ماله، ثم تصدق بعد بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل اللَّه و خمسمائة راحلة، و كان أكثر ماله من التجارة و قيل: إنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا.
أخرجه ابن المبارك [1]، و روى أحمد في مسندة، من طريق حميد، عن أنس: كان بين خالد بن الوليد، و عبد الرحمن كلام، فقال خالد: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها! فقال النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم): «دعوا لي أصحابي ...» الحديث.
و روى الزهري، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف- أن عبد الرحمن مرض فأغمي عليه فصاحت امرأته، فلما أفاق قال: أتاني رجلان فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، فلقيهما رجل فقال: لا تنطلقا به، فإنه ممن سبقت له السعادة في بطن أمه.
و قال ابن المبارك في «الزّهد»: أنبأنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن أبيه، كان عبد الرحمن يصلّي قبل الظهر صلاة طويلة، فإذا سمع الأذان شدّ عليه ثيابه و خرج.
و هو [الّذي رجع] [2] عمر بحديثه من سرغ، و لم يدخل الشام من أجل الطاعون.
[1] في أ: أخرجه ابن المبارك، و قيل إنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا.