اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 197
فاطمة فأعتقته، و كان صغيرا فتربّى عندها، ثم كان عند عليّ، ثم كان بعد ذلك عند [1] معاوية، و صار أشدّ الناس على عليّ، ثم كان على جند دمشق بعد الحرّة، و بقي إلى خلافة مروان.
و حكى خليفة، عن ابن الكلبي- أنه غزا الروم سنة تسع و أربعين.
و حكى عبد اللَّه بن سعد القطربلي، عن الواقدي، عن مشيخة من أهل الشام، قالوا:
كان سفيان بن عوف قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية، فسمى من جند دمشق عبد اللَّه بن مسعدة الفزاري.
و حكى الواقديّ عن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، قال: لقد رأتني يوما من أيام الحصين ابن نمير، يعني حين حاصرهم بمكة أيام يزيد بن معاوية [2]، فخرجت لنا كتيبة فيها عبد اللَّه بن مسعدة، فخرج إليه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فضربه ضربة جرحه، فلم يخرج لنا بعد.
و ذكر الطّبريّ عن ابن إسحاق في سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة، قال: و أسروا عبد اللَّه بن مسعدة و أخته، و قتل أبوهما مسعدة يومئذ، و أسرت أمهما أم قرفة، فصارت أخته في سهم سلمة بن الأكوع، ثم استوهبها النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) منه فأعطاها له فوهبها لخاله حزن بن أبي وهب، فولدت له عبد الرحمن بن حزن.
و أما أم قرفة فكانت عجوزا كبيرة، و كانت شديدة على المسلمين، فأمر زيد بن حارثة بها فربطت بين بعيرين و أرسلهما حتى شقّاها نصفين.
و قال ابن عساكر: ذكر الواقدي في موضع آخر أن مسعدة قتل في حياة النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فلعله آخر باسمه.
قلت: و هذا متعين، لأن الواقدي قد ذكر لعبد اللَّه بن مسعدة أخبارا بعد النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) قد ذكرنا بعضها. و يحتمل أن يكون في النقل عنه وهم، و إنما ذكر أن الّذي قتل في العهد النبوي مسعدة والد عبد اللَّه.
و قال ابن الكلبيّ: حدثنا عبد اللَّه بن الأجلح، عن أبيه، عن الشعبي، قال: دخل أبو قتادة على معاوية و عليه برد عدني، و عند معاوية عبد اللَّه بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري، فسقط رداء أبي قتادة على عبد اللَّه بن مسعدة فنفضها عنه، فغضب