اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 149
(صلى اللَّه عليه و آله و سلم) يوم بدر و لأبي بكر: «مع أحدكما جبرائيل، و مع الآخر ميكائيل و إسرافيل ملك عظيم يشهد القتال».
و في الصحيح عن عمرو بن العاص: قلت يا رسول اللَّه: أيّ الناس أحبّ إليك؟ قال:
«عائشة». قلت: من الرجال؟ قال: «أبوها». قلت: ثم من؟ فذكر رجالا.
و أخرج الترمذيّ و البغويّ و البزّار جميعا عن أبي سعيد الأشجّ، عن عقبة بن خالد، عن شعبة، عن الجريريّ، عن أبي نصرة، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال أبو بكر: أ لست أوّل من أسلم؟ أ لست أحقّ بهذا الأمر؟ أ لست كذا؟ أ لست كذا؟ رجاله ثقات، لكن قال التّرمذيّ و البزّار: تفرد به عقبة بن خالد. و رواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة، فلم يذكر أبا سعيد. قال الترمذي: و هو أصح.
و أخرج البغويّ، من طريق يوسف بن الماجشون: أدركت مشيختنا: ابن المنكدر، و ربيعة، و صالح بن كيسان، و عثمان بن محمد، لا يشكون أنّ أبا بكر أوّل القوم إسلاما.
و أخرج البغويّ بسند جيّد عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن جعفر، قال: ولينا أبو بكر فخير خليفة أرحم بنا و أحناه علينا. و قال إبراهيم النخعي: كان يسمى الأوّاه لرأفته. و قال ميمون بن مهران: لقد آمن أبو بكر بالنبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) من زمن [1] بحيرا الراهب. و اختلف بينه و بين خديجة حتى تزوجها، و ذلك قبل أن يولد عليّ.
و قال العسكريّ: كانت تساق إليه الأشناق في الجاهلية، و هي الديات التي يتحملها ممن يتقرّب لذلك من العشيرة، فكان إذا حمل شيئا من ذلك فسأل فيه قريشا مدحوه [2] و أمضوا إليه حمالته، فإن احتملها غيره لم يصدقوه.
و من أعظم مناقب أبي بكر أن ابن الدّغنّة سيد القارة لما ردّ إليه جواره بمكة وصفه بنظير ما وصفت به خديجة النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) لما بعث، فتواردا فيهما على نعت واحد من غير أن يتواطئا على ذلك، و هذا غاية في مدحه، لأن صفات النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) منذ نشأ كانت أكمل الصفات، و قد أطنب أبو القاسم بن عساكر في ترجمة الصديق حتى إن ترجمته في تاريخه على كبره تجيء قدر ثمن عشره، و هو مجلد من ثمانين مجلدا.
و ذكر ابن سعد من طريق الزهري أنّ أبا بكر و الحارث بن كلدة أكلا خزيرة أهديت لأبي بكر، و كان الحارث طبيبا، فقال لأبي بكر: ارفع يدك، و اللَّه إن فيها لسم سنة، فلم