اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 104
منبر[1]رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، فإن تركته لا نراه أبدا. فقال علي: إنه رجل صالح منا.
و أخرج ابن عساكر [2] بسند جيد، عن أبي بردة بن أبي موسى: أتيت المدينة، فإذا عبد اللَّه بن سلام جالس في حلقة متخشعا عليه سيما الخير.
[و روى الزّبيدي من طريق ابن أخي عبد اللَّه بن سلام، قال: لما أريد عثمان جاء عبد اللَّه بن سلام، فقال: جئت لأنصرك، فخرج عبد اللَّه فقال: إنه كان اسمي في الجاهلية فلانا، فسمّاني رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) عبد اللَّه، و نزلت في آيات من كتاب اللَّه، و نزل فيّ: وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ [الأحقاف: 10]. و نزل فيّ: قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ[3] [الرعد: 43].
قال الطّبريّ: مات في قول جميعهم بالمدينة سنة ثلاث و أربعين.
قلت: و فيها أرّخه الهيثم بن عدي، و ابن سعد، و أبو عبيد، و البغوي، و أبو أحمد العسكري، و آخرون.
بن مالك [5] بن الحارث بن عديّ بن الجد [6] بن حارثة بن ضبيعة البلوي الأنصاري بالحلف، أبو محمد. أمه أنيسة بنت عدي.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. و ذكره ابن إسحاق فيهم، و فيمن استشهد بأحد.
و روى ابن أبي خيثمة و الطبري، من طريق سعيد بن عثمان البلوي، عن جدته أنيسة بنت عدي، أنها جاءت إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) فقالت: يا رسول اللَّه، إن ابني عبد اللَّه بن سلمة و كان بدريّا قتل يوم أحد أحببت أن أنقله فآنس بقربة، فأذن لها رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) في نقله، فعدلته بالمجذّر بن ذياد على ناضج له في عباءة، فمرت بهما، فعجب لهما الناس.
و كان عبد اللَّه ثقيلا جسيما، و كان المجذّر قليل اللحم، فقال النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم): «سوّى ما بينهما عملهما».