اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 103
أسلم أول ما قدم النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) المدينة. و قيل: تأخّر إسلامه إلى سنة ثمان.
قال قيس بن الرّبيع، عن عاصم، عن الشعبي، قال: أسلم عبد اللَّه بن سلام قبل وفاة النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) بعامين. أخرجه ابن البرقي. و هذا مرسل. و قيس ضعيف.
و قد أخرج أحمد و أصحاب السّنن من طريق زرارة بن أبي أوفى عن عبد اللَّه بن سلام، قال: لما قدم النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) المدينة كنت ممن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، فسمعته يقول: «أفشوا السّلام، و أطعموا الطّعام ...»[1]الحديث.
و في البخاريّ، من طريق حميد عن أنس، أن عبد اللَّه بن سلام، أتى رسول[2]اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) مقدمه[3]المدينة، فقال: «إني سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمها إلا نبيّ ...» الحديث.
و فيه قصته مع اليهود، و أنهم قوم بهت.
و من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: أقبل نبيّ اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) إلى المدينة، فاستشرفوا ينظرون إليه، فسمع به عبد اللَّه بن سلام و هو في نخل لأهله، فعجل و جاء فسمع من نبيّ للَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فقال: أشهد أنك رسول اللَّه حقّا، و أنك جئت بحق، و لقد علمت أني سيدهم و أعلمهم، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي ... الحديث.
و في «الصّحيح»، عن سعد بن أبي وقاص، قال: ما سمعت النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) يقول لأحد يمشي على الأرض: «إنّه من أهل الجنّة إلّا لعبد اللَّه بن سلام».
و في «التّاريخ الصّغير» للبخاريّ، بسند جيد، عن يزيد بن عميرة، قال: حضرت معاذا الوفاة فقيل له: أوصنا. فقال: التمسوا العلم عند أبي الدّرداء، و سلمان، و ابن مسعود، و عبد اللَّه بن سلام الّذي كان يهوديّا فأسلم،
سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) يقول: «إنّه عاشر عشرة في الجنّة».
و أخرجه التّرمذيّ، عن معاذ مختصرا.
و أخرج البغويّ في «المعجم» بسند جيد عن عبد اللَّه بن معقل، قال: نهى عبد اللَّه بن سلام عليّا عن خروجه إلى العراق، و قال: الزم
[1] أخرجه مسلم 1/ 74 كتاب الإيمان باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون و أن إفشاء السلام سبب حصولها حديث رقم 93- 54 و ابن ماجة 2/ 1217 كتاب الأدب باب 11 إفشاء السلام حديث رقم 3692 و أحمد في المسند 1/ 165، 2/ 391، 442، 477، 495، 512 و الحاكم في المستدرك 4/ 167، و البيهقي في السنن الكبرى 10/ 232 و البغوي في شرح السنة 1/ 567، و ابن حجر في المطالب الغالية حديث رقم 2651.