اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 190
أحيحة، شهد أحدا و ما بعدها. و عمرو [1] و بليل ولدا [2] بلال بن أحيحة شهدا أحدا أيضا، و لم يذكر أحد أباهم في الصحابة.
و من ذرية أحيحة بن الجلاح أيضا، فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن الأصرم بن جحجبي، أمه بنت محمد بن عقبة المذكور، و ذلك من الأدلة على وهم من ذكر أحيحة بن الجلاح الأكبر في الصحابة.
و قال عياض، في «المشارق»: و هم بعضهم ما وقع في الموطّأ، فقال: أحيحة جاهلي لم يدرك الإسلام، و الأنصار اسم إسلامي للأوس و الخزرج، فكيف يقال [3] من الأنصار؟
قال عياض و هو مخرج على أن في اللفظ تساهلا لمّا كان من القبيل المذكور، و صار لهم هذا الاسم كالنسب، ذكر في جملتهم، لأنه من إخوانهم، انتهى.
و هذا تسليم منه أنه مات في الجاهلية. و قد أغرب القاضي أبو عبد اللَّه بن الحذّاء في رجال الموطّأ، فزعم أنّ أحيحة بن الجلاح قديم الوفاة، و زعم في ترجمته أنه عمّر حتى أدرك [4] الإسلام، و أنه الّذي ذكر عنه مالك ما ذكر، و أن عروة لم يدركه، و إنما وقع له الّذي وقع في الجاهلية، و الخبر المذكور إنما هو قضية قضى بها في الجاهلية فأقرها الإسلام انتهى.
فجعله تارة أدرك الإسلام، و تارة لم يدركه، و الحق أنه مات قديما كما قدمته. و أما صاحب القصة فالذي يظهر لي أنه غيره، و كأنه والد عمرو بن أحيحة الّذي روى عن خزيمة بن ثابت، فيكون أحيحة الصحابي والد عمرو غير أحيحة بن الجلاح جد محمد بن عقبة القديم الجاهلي، و يحتمل أن يكون الأصغر حفيد الأكبر، وافق اسمه و اسم أبيه و اسم جده و اسم ابنه. و اللَّه أعلم.