responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 10

و الرزق و هو ميكائيل، و صاحب النفخ و هو إسرافيل، و الموكلون بحفظ بني آدم و الكاتبون لأعمالهم، و منهم منكر و نكير فتانا القبر، و منهم ملك الموت و أعوانه و هو عزرائيل‌ وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ.

عصمة الملائكة

و القول الحق أنهم معصومون يستحيل صدور الذنوب منهم كبيرة كانت أو صغيرة بدليل قوله تعالى: لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ‌ [1].

و قوله: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ‌ [2]. و قوله: يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ‌ [3]. و قوله: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ يُسَبِّحُونَهُ وَ لَهُ يَسْجُدُونَ‌ [4]. أي أن شأنهم و حياتهم التي فطروا عليهما هي الخضوع و العبادة و اللَّه أعلم و هل هم صحابة أم لا؟. أجاب الحافظ ابن حجر (رحمه اللَّه) فقال: و هل تدخل الملائكة محل نظر؟، و قد قال بعضهم إن ذلك ينبئ على أنه هل كان مبعوثا إليهم أو لا. و قد نقل الإمام فخر الدّين في «أسرار التّنزيل» الإجماع على أنه (صلى اللَّه عليه و سلّم) لم يكن مرسلا إلى الملائكة و نوزع في هذا النقل بل رجح الشيخ تقيّ الدّين السّبكيّ أنه كان مرسلا إليهم.

هل من الجن صحابة؟!

اختلف علماء التّوحيد في بيان حقيقة الجن، فقال بعضهم بتغاير حقيقته، فعرّفوا الجن بأنها أجسام هوائية لطيفة تتشكل بأشكال مختلفة و تظهر منها أفعال عجيبة، منهم المؤمن و منهم الكافر.

أما الشّياطين: فهي أجسام نارية شأنها إقامة النفس في الغواية و الفساد.

و قال آخرون إن حقيقتها واحدة و هي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال حسنة أو قبيحة، و هم كبني آدم يأكلون و يشربون و يتناسلون و يكلفون، منهم المؤمن و منهم العاصي، أما الشّيطان فاسم للعاصي، و يدل على ذلك قوله تعالى: وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ‌ [5]. كما يدل على تكليفهم و وجودهم قوله تعالى: وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى‌ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ‌.

الآيات، و قوله: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً [6]. و حيث ثبت وجودهم بكلام اللَّه و كلام أنبيائه‌


[1] التحريم: 6.

[2] الأنبياء: 20.

[3] النحل: 50.

[4] الأعراف: 206.

[5] الحجر: 27.

[6] الأحقاف: 29.

اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست