responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 514

فإني إلى أن يدفن القلب داءه # ليقتلني الدّاء الدّفين لأحوج

عفاء على دار ظعنت لغيرها # فليس بها للصّالحين معرّج‌ [1]

ألا أيها المستبشرون بيومه # أظلّت عليكم غمّة لا تفرّج

أكلّكم أمسى اطمأنّ مهاده # بأنّ رسول اللّه في القبر مزعج

فلا تشمتوا و ليخسأ المرء منكم # بوجه كأنّ اللون منه اليرندج‌ [2]

فلو شهد الهيجا بقلب أبيكم # غداة التقى الجمعان و الخيل تمعج‌ [3]

لأعطى يد العاني أو ارمدّ هاربا # كما ارمدّ بالقاع الظليم المهيّج‌ [4]

و لكنّه ما زال يغشى بنحره # شبا الحرب حتى قال ذو الجهل: أهوج

و حاشا له من تلكم غير أنّه # أبى خطّة الأمر التي هي أسمج‌ [5]

و أين به عن ذاك؟لا أين إنه # إليه بعرقيه الزّكيّين محرج‌ [6]

كدأب عليّ في المواطن قبله # أبي حسن، و الغصن من حيث يخرج

كأنّي به كالليث يحمي عرينه # و أشباله لا يزدهيه المهجهج‌ [7]

كأنّي أراه و الرّماح تنوشه # شوارع كالأشطان تدلى و تخلج‌ [8]

كأنّي أراه إذ هوى عن جواده # و عفّر بالتّرب الجبين المشجّج

فحبّ به جسما إلى الأرض إذ هوى # و حبّ بها روحا إلى اللّه تعرج

أ أرديتم يحيى و لم يطو أيطل # طرادا و لم يدبر من الخيل منسج؟ [9]


[1] المعرج: ما يمال إليه و يقام به.

[2] في ط و ق «فلا تشتموا» و اليرندج: الصبغ الأسود.

[3] في ط و ق «فلا شهدوا» و تمعج: تموج و تسرع العدو.

[4] ارمد: أسرع في عدوه. و في ط و ق «الهجهج» .

[5] في ط و ق «و جاش له... هي أشمخ» .

[6] في ط و ن «و أين أعن ذاك... محدج» .

[7] لا يزدهيه: لا يستخفه، و المهجهج: الذي يصيح به ليزجره.

[8] تنوشه: تتناول، شوارع: متسددة الوجهة إليه الاشطان: الحبال الطويلة، تدلى و تخلج: تنزل و تنزع.

[9] في ط و ق «و لم يطو ابطلا» و الأيطل: الخاصرة، و الطراد: كالمطاردة: حمل الفرسان بعضهم على بعض، و المنسج: ما بين العرف و موضع اللبد.

اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست