اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني الجزء : 1 صفحة : 290
إبراهيم. قال أبو زيد و حدثني عبد الملك بن سليمان، قال: حدثني الحجاج بن بصير الفساطيطي، قال: صعد إبراهيم المنبر فقال:
أيّها الناس، إني وجدت جميع ما تطلب العباد في حقّهم الخير عند اللّه عزّ و جلّ في ثلاث: في المنطق، و النظر، و السكوت.
فكل منطق ليس فيه ذكر فهو لغو.
و كل سكوت ليس فيه تفكّر فهو سهو.
و كل نظر ليس فيه عبرة فهو غفلة.
فطوبى لمن كان منطقه ذكرا، و نظره عبرة. و سكوته تفكرا، و وسعه بيته [1] ، و بكى على خطيئته، و سلم المسلمون منه.
قال: فكان الناس يعجبون من كلامه هذا و هو يريد ما يريد.
قال: ثم رفع صوته و قال:
اللهم إنك ذاكر اليوم إباء بأبنائهم، و أبناء بآبائهم، فاذكرنا عندك بمحمد (ص) [اللهم و حافظ الآباء في الأبناء، و الأبناء في الآباء، احفظ ذرية محمد نبيك (ص) ، ] [2] قال: فارتجّ المصلى بالبكاء.
حدّثني علي بن العباس المقانعي، قال: أنبأنا بكار بن أحمد بن اليسع الهمداني قال: حدّثني علي بن عبد الرحمن، عن عبيد بن يحيى، قال: حدّثنا موفق قال:
بعثني إبراهيم بن عبد اللّه إلى الكوفة بكتب، فجئت بها فأوصلتها و أخذت جواباتها فجعلتها في جرة-يعني ملّة-و كسرتها و جعلتها في جرابي و مضيت إليه، فأخذت في اثنتي عشرة مسلحة [3] ، و أحلف بالطلاق و العتاق، و الحل و الحرام، و صدقة ما أملك، ما أنا لإبراهيم شيعة و لا أهوى هواه و لا أضمر إلاّ مثل ما