قال يحيى: صدقت. و أمر بحمله إلى داره، فلما رجع من دار الخليفة سأله عن حاله، فذكر أنه تزوج، و أخذ بواحدة من ثلاث، إما أن تؤدي المهر و هو أربعة آلاف درهم، و إما أن يطلق، و إما أن يقيم جاريا [للمرأة] [2] ما يكفيها إلى أن يتهيأ له نقلها، فأمر له يحيى بأربعة آلاف للمهر، و أربعة آلاف لثمن منزل، و أربعة آلاف لما يحتاج إليه [المنزل] [3] و أربعة آلاف للبنية، و أربعة آلاف يستظهر بها، فأخذ عشرين ألف درهم [4].
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي الحافظ، أخبرنا أحمد بن عمر النهرواني، أخبرنا المعافى، حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج، حدّثنا حسين بن فهم قال: قال ابن الموصلي: حدّثني أبي [قال:] أتيت يحيى بن خالد بن برمك، فشكوت إليه ضيقة، فقال: ويحك! ما أصنع بك؟ ليس عندنا في هذا الوقت شيء، و لكن ها هنا أمر أدلك عليه، فكن فيه رجلا، قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئا، و قد أبيت ذلك، فألح عليّ و قد بلغني/ أنك أعطيت بجاريتك فلانة آلاف دنانير، فهو ذا أستهديه إياها و أخبره [5] أنها قد أعجبتني، فإياك أن تنقصها من ثلاثين ألف دينار، و انظر كيف يكون. قال: فو اللَّه ما شعرت إلا بالرجل قد وافاني فساومني بالجارية. فقلت: لا أنقصها من ثلاثين ألف دينار، فلم يزل يساومني حتى بذل لي عشرين ألف دينار، فلما سمعتها ضعف قلبي عن ردها، فبعتها و قبضت