اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 173
أخبرنا القزاز [أخبرنا الخطيب، أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه الثابتي، أخبرنا أحمد بن موسى القرشي، أخبرنا محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا عون بن محمد الكندي، حدّثنا] [1] سلمة بن عاصم قال: حلفت أن لا أكلم عاميا إلا بما يوافقه و يشبه كلامه، فوقفت على نجار فقلت: بكم هذان البابان؟ فقال: بسلحتان يا مصفعان [2].
توفي الكسائي في هذه السنة. هكذا ذكر ابن عرفة، و ابن كامل القاضي. و ذكر ابن الأنباري أنه مات في سنة اثنتين و ثمانين هو و محمد بن الحسن، فدفنهما الرشيد، قال: و بلغ الكسائي سبعين سنة.
أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا أبو بكر بن مقسم، حدّثنا ابن فضلان، حدّثنا الكسائي الصغير، حدّثنا أبو مسحل قال:
رأيت الكسائي في النوم كأن وجهه البدر فقلت له: ما فعل اللَّه بك؟ قال: غفر لي بالقرآن، فقلت: ما فعل حمزة الزيات؟ قال: ذاك في عليين ما نراه إلا كما نرى الكوكب الدري [3].
1033- محمد بن الحسن بن فرقد، أبو عبد اللَّه الشيبانيّ مولاهم، صاحب أبي حنيفة
أصله دمشقي من قرية هناك، قدم أبوه العراق فولد محمد بواسط في سنة اثنتين و ثلاثين، و نشأ بالكوفة و سمع العلم بها من أبي حنيفة، و مسعر، و الثوري، و عمر بن ذر، و مالك بن مغول، و كتب عن مالك بن أنس رضي اللَّه عنهما، و الأوزاعي، و أبي يوسف القاضي.
سكن بغداد و حدّث بها، و غلب عليه الرأي، و بلغ فيه الغاية. و روى عنه:
الشافعيّ، و أبو عبيد/ و جماعة.
و خرج إلى الرقة، و الرشيد بها، فولاه قضاء الرقة، ثم عزله [5] فقدم بغداد، فلما
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، و أضفناه من تاريخ بغداد.
و في الأصل: «أخبرنا القزاز بإسناده عن سلمة بن عاصم».
[2] تاريخ بغداد 11/ 412، 3413. و البداية و النهاية 10/ 210 ط. دار الكتب العلمية.