اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 17
الفقهاء و القضاة و جلة [بني هاشم] [1] مشايخهم منهم: عبد الصمد بن علي، و العباس بن محمد، و محمد بن إبراهيم، و موسى بن عيسى، و من أشبههم و وجّه [2] به مع جوائز و كرامات و هدايا فوجّه الفضل بذلك إليه، فقدم يحيى عليه، و ورد به الفضل/ 8/ ب بغداد، فلقيه الرشيد بكل ما أحبّ، و أمر له بمال كثير، و أجرى له أرزاقا سنية، و أنزله منزلا سرّيا بعد أن أقام في منزل يحيى بن خالد أياما، و كان يتولى أمره بنفسه، و لا يكل ذلك إلى غيره، و أمر الناس بإتيانه و السلام [3] عليه بعد انتقاله عن منزل يحيى، و في ذلك يقول مروان بن أبي حفصة الشاعر [4] في الفضل:
ظفرت فلا شلّت يد برمكيّة * * * رتقت بها الفتق الّذي بين هاشم
على حين أعيا الراتقين التئامه * * * فكفّوا و قالوا ليس بالمتلائم
فأصبحت قد فازت يداك بخطّة * * * من المجد باق ذكرها في المواسم
و ما زال قدح الملك يخرج فائزا * * * لكم كلّما ضمّت قداح المساهم
[5] ثم إن الرشيد دعا يحيى بن عبد اللَّه و عنده أبو البختري القاضي و محمد بن الحسن الفقيه، و أحضر كتاب الأمان الّذي أعطاه يحيى، فقال لمحمد [6] بن الحسن:
ما تقول في هذا الأمان، أ صحيح هو؟ قال: نعم، فحاجه الرشيد في ذلك [7]. فقال له محمد بن الحسن: ما يصنع بالأمان لو كان محاربا ثم ولي و كان آمنا. فسأل أبا البختري أن ينظر في الأمان، فقال/ أبو البختري: هذا منتقض من وجه كذا و من وجه كذا، فقال 9/ أ الرشيد: أنت قاضي القضاة و أنت أعلم بذلك، فمزّق الأمان و تفل فيه أبو البختري، و قام يحيى ليمضي إلى الحبس. فقال له الرشيد [8]: انصرف، أما ترون به أثر علة الآن، إن