responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 165

كان إسحاق بن غرير معجبا بعبّادة جارية المهلبية، و كانت الجارية منقطعة الى الخيزران أم المؤمنين، و هي ذات منزلة عندها/ قال: فركب يوما عبد اللَّه بن مصعب بن الزبير و إسحاق بن غرير إلى المهدي، و كانا يأتيانه في كل عشية إذا صلى الناس العصر، فيقيمان معه إلى أن ينقضي سمره، فلقيا يوما عبادة في طريقهما، فقال إسحاق بن غرير لعبد اللَّه بن مصعب: يا أبا بكر، هذه عبادة التي كنت تسمعني أذكرها. و ركض دابته حتى استقبلها، فنظر إليها، ثم رجع. فضحك عبد اللَّه بن مصعب مما صنع. ثم مضيا فدخلا على أمير المؤمنين المهدي، فحدّثه عبد اللَّه بن مصعب حديث إسحاق بن غرير و عبادة، و ما كان منه في أمرها تلك العشية، فقال لإسحاق: أنا أشتريها لك. و قام فدخل على الخيزران، فقال: أين المهلبية؟ فأمرت بها فدعيت له، فقال [لها] [1]: أ تبيعيني عبادة بخمسين ألف درهم؟ فقالت: يا سيدي، إن كنت تريدها لنفسك فبها- فدّاك اللَّه- فقال: إنما أريدها لإسحاق بن غرير. فبكت و قالت: يدي و رجلي و لساني في حوائجي تنزعها مني لإسحاق بن غرير. فقالت الخيزران [2]: ما يبكيك؟ لا يقدر و اللَّه إسحاق عليها. و قالت للمهدي: صار ابن غرير يتعشق جواري الناس. فخرج المهدي فأخبر عليها. و قالت للمهدي: صار ابن غرير يتعشق جواري الناس. فخرج المهدي فأخبر إسحاق الخبر، و أمر له بخمسين ألف درهم، فأخذها، فقال في ذلك أبو العتاهية/:

من صدق الحبّ لأحبابه‌ * * * فإن حبّ ابن غرير غرور

أنساه عبّادة ذات الهوى‌ * * * و أذهل الحبّ لديه الضمير

خمسون ألفا كلها وازن‌ * * * [خشن‌] [3] لها في كل كيس صرير

و قال أبو العتاهية في ذلك أيضا:

حبّك المال [4] لا كحبّك [5] عبّادة * * * يا فاضح المحبّينا [6]


[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

[2] في الأصل: «الخيزران».

[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

و أضفناه من تاريخ بغداد.

[4] في الأصل: «للمال» و ما أوردناه من تاريخ بغداد.

[5] في الأصل: «كحب» و ما أوردناه من تاريخ بغداد.

[6] تاريخ بغداد 6/ 317، 318 و بعده:

لو كنت أخلصتها الوفاء كما * * * قلت لما بعتها بخمسينا

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست