responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 141

قال [1]: كان [2] أحمد بن الجنيد الإسكافي و كان أخص الناس بجعفر بن يحيى البرمكي، و كان الناس يقصدونه في حوائجهم إلى جعفر، و إن رقاع الناس كثرت في خف أحمد بن الجنيد، فلم يزل كذلك إلى أن تهيأت له الخلوة بجعفر فقال له: جعلني اللَّه فداك، قد كثرت رقاع الناس معي و أشغالك كثيرة، و أنت اليوم خال، فإن رأيت أن تنظر فيها. فقال له جعفر: على أن تقيم عندي اليوم. فقال: نعم. فصرف دوابه و أقام، فلما تغدّوا جاءه بالرقاع، فقال له جعفر: هذا وقت ذا دعنا اليوم، فأمسك عنه و انصرف و لم ينظر في الرقاع، فلما كان بعد أيام خلا به، فأذكره [3] [الرقاع‌] [4]، فقال: نعم، على أن تقيم عندي اليوم. فأقام عنده، ففعل به مثل الفعل/ الأول، حتى فعل به ذلك ثلاثا، فلما كان ذلك في آخر يوم أذكره فقال: دعني الساعة. و ناما، فانتبه جعفر قبل أحمد، فقال لخادم له: اذهب إلى خف أحمد بن الجنيد فجئني بكل رقعة فيه، و انظر لا يعلم أحمد. فذهب الغلام، و جاء بالرقاع، فوقع فيها جعفر عن آخرها بخطه بما أحب أصحابها، و وكّد ذلك، ثم أمر الغلام أن يردها إلى الخف، فردها، فانتبه أحمد و لم يقل فيها شيئا، و انصرف أحمد، فركب يعلل أصحاب الرقاع بها أياما، ثم قال لكاتب له:

ويحك هذه الرقاع قد أخلقت في خفي، و هذا ليس ينظر فيها، فخذها فتصفحها، و جدد ما أخلق منها. فأخذها الكاتب، فنظر فيها، فوجد الرقاع موقعا فيها بما سأل أصحابها، فتعجب من كرمه و نبل أخلاقه، و من أنه قضى حاجته و لم يعلمه بها لئلا يظن أنه اعتد بها عليه [5].

أخبرنا أبو منصور القزاز [6]، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري حدّثنا محمد بن العباس الخزاز، حدّثنا محمد بن خلف بن‌


[1] «علي بن الحسين الاسكافي يحدث قال». ساقطة من ت.

[2] في الأصل: «حدثنا أحمد بن الجنيد ...».

و في ت: «بن محمد الخصيبي قال سمعت أحمد بن الجنيد الإسكافي».

[3] في تاريخ بغداد: نذاكره».

[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

[5] تاريخ بغداد 7/ 153، 154.

[6] في ت: «قال» بدلا من: «أخبرنا أبو منصور القزاز».

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست