اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 10
قال الصولي: ثم جعل يرى فضل المأمون، و عقله فيندم [1] على تقديمه محمدا، فقال:
لقد بان وجه الرأي لي غير أنني * * * غلبت على الأمر الّذي كان أحزما
فكيف يردّ الذرّ في الضرع بعد ما * * * توزع حتى صار نهبا مقسما
أخاف التواء الأمر بعد انصداعه [2] * * * و أن ينقض الأمر الّذي كان أبرما
[3] و كان السبب في التقدم لمحمد: أن جماعة من بني العباس مدّوا أعناقهم إلى الخلافة بعد الرشيد، إذ لم يكن له ولي عهد، فمضى عيسى بن جعفر إلى الفضل بن يحيى، فقال له: أنشدك اللَّه لما عملت في البيعة لابن أختي- يعني محمد بن زبيدة- فإنه ولدك، و خلافته لك. فوعده أن يفعل، فلما صار الفضل إلى خراسان فرق فيهم أموالا و أعطى [الجند] [4] عطيات متتابعة، ثم أظهر البيعة لمحمد، فبايع الناس له، و كتب إلى الآفاق فبويع له، فأنكر قوم البيعة لصغر سنه [5].
و فيها: [6] عزل الرشيد العباس بن جعفر عن خراسان، و ولّاها خاله الغطريف بن عطاء [7].
و فيها: صار يحيى بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن إلى الدّيلم، فتحرك هناك [8].
و فيها: غزا الصائفة [9] عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح [10].