قاضي بلخ، تولى القضاء بها أكثر من عشرين سنة، و كان محمودا في ولايته، مذكورا بالعلم و الحلم و الصلاح و الفهم، حدّث عن سهيل بن أبي صالح، و الضحاك، روى عنه: سريج بن النعمان، و كان ثقة، و عمي في آخر عمره، و توفي ببلخ في رمضان هذه السنة.
أحد بني الليث بن بكر المديني، قدم بغداد و أقام بها، و حدّث عن صالح بن كيسان، و هشام بن عروة، و كان راوية عن العرب، وافر الأدب، عالما بالنسب، حافظا للسير عارفا بأيام الناس، إلا أنهم قدحوا فيه، فقالوا: يزيد في الأحاديث ما ليس فيها، و نسبه خلف الأحمر إلى الكذب، و وضع الحديث.
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا الأزهري قال:
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: لم يتول الخلافة قبل الهادي بسنه أحد، لأنه كان حدثا و كان يحب الأدب و أهله و يعطي عليه [3].
و كان عيسى بن داب يجالسه، و كان أكثر أهل الحجاز أدبا، و أعذبهم ألفاظا، و كان قد حظي/ عند الهادي، و كان يقول له: ما استطلت بك يوما و لا ليلة قط، و لا 152/ ب غبت عن عيني إلا تمنيت ألا أرى غيرك. و أمر له بثلاثين ألف دينار، فلما أصبح ابن داب، وجّه قهرمانه فطالب بالمال، فلقي الحاجب فأبلغه رسالته [فأعلمه] [4] أن ذلك ليس إليه، و أنه يحتاج إلى توقيع، فأمسك ابن داب، فبينا الهادي في مستشرف له نظر إلى ابن داب قد أقبل و ليس معه غلام، فقال لإبراهيم الحداني: أما ترى ابن داب، ما