اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 221
أخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا الشريف أبو بكر المنكدري قال: أخبرنا أبو الحسن بن الصلت قال: أخبرنا أبو بكر بن الأنباري قال:
حدّثني أبي قال: حدّثنا أبو عبد اللَّه المطبخي قال: حدّثنا أبو إسحاق الجيلي قال: لما حجّ المنصور في آخر عمره دخل على [1] بعض المنازل بطريق مكة، فرأى كتابه على الحائط فقرأها، فإذا هي [2]:
أبا جعفر حانت وفاتك و انقضت * * * سنوك و أمر اللَّه لا بد واقع
أبا جعفر هل كاهن أو منجّم * * * لك اليوم عن حر المنية دافع [3]
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدّثنا محمد بن أحمد البراء قال: حدّثني أحمد بن هشام قال: قال الربيع: بينا أنا مع أبي جعفر المنصور في طريق مكة تبرز و نزل يقضي حاجته، فإذا الريح قد ألقت إليه رقعة فيها مكتوب:
أبا جعفر حانت وفاتك و انقضت * * * سنوك و أمر [4] اللَّه لا بد واقع
أبا جعفر هل كاهن أو منجم * * * لك اليوم عن حر المنية دافع] [ (5
قال: فناداني: يا ربيع تنعي إلى نفسي في رقعة؟ قلت: لا و اللّه ما أعرف رقعة، و لا أدري ما هي؟ قال: فما رجع من وجهه حتى مات [6].
قال ابن البراء: و مات ببئر ميمون، و هو محرم، فدفن مكشوف الوجه لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان و خمسين و مائة، و كان عمره ثلاثا و ستين سنة، و خلافته إحدى/ و عشرين سنة و أحد عشر شهرا و ثمانية أيام.
قال مؤلف الكتاب رحمه اللَّه [7] تعالى: و قد اختلفوا [8] في مقدار عمره على