responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 184

واحد في حركاتها و تقادير أجرامها إلى أن تتوسط السماء ثم تنحدر على ذلك الترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعا دورا واحدا.

و كذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع أجرامها من البرد مثل الكرة، و يدل عليه أن الشمس و القمر و الكواكب لا يوحد طلوعها و غروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب، و كرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة من الدائرة يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد، فيدل على ذلك أن ما بين السماء و الأرض من جميع الجهات بقدر واحد كاضطرار ان تكون الأرض وسط السماء.

ذكر ما بين السماء و السماء [1]

أخبرنا هبة اللَّه بن القاسم، أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد، قال: حدثني سماك بن حرب، حدثنا عبد اللَّه بن عميرة، عن عباس بن المطلب قال‌: كنا جلوسا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلم بالبطحاء، فمرت سحابة، فقال: «أ تدرون ما هذا؟». قلنا: السحاب، قال: «و المزن» قلنا:

و المزن، قال: «و العنان». قال: فسكتنا، قال: «هل تدرون كم بين السماء و الأرض؟» قلنا: اللَّه و رسوله أعلم، قال: «بينهما مسيرة خمسمائة سنة، و بين كل سماء إلى سماء/ مسيرة خمسمائة سنة، و كثف كل سماء [2] خمسمائة سنة، و فوق السماء السابعة بحر بين أسفله و أعلاه كما بين السماء و الأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أو عال بين ركبهن و أظلافهن كما بين السماء و الأرض و اللَّه تعالى فوق ذلك، و ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شي‌ء»

[3].

قال العلماء: و كذلك الأرضون السبع في كثافتها و بعد ما بين الواحدة و الأخرى‌


[1] مرآة الزمان 1/ 142، و كنز الدرر 1/ 309.

[2] في المسند 1/ 206: «و كيف كل سماء». و في المرآة 1/ 142 و المختصر: «و كنف كل سماء».

[3] الحديث فيه يحيى بن العلاء، كذاب، كذبه أحمد، و يحيى و غيره. قال في المرآة: فيه لفظ الفوقية، و قد فسرها أبو سليمان الخطابي، فقال: معنى الفوقية القهر و الغلبة.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست