responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتوح لابن اعثم المؤلف : ابن أعثم    الجزء : 1  صفحة : 223
واحدة من اثنتين، اعلموا أني في أثر كتابي هذا إليكم إن شاء الله ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم» .
قال: ثمّ وجّه أبو عبيدة كتابه هذا إلى أهل إيلياء، فلما قرأوه أبوا ما عرض عليهم من الإيمان ولم يجيبوه إلى شيء، فسار أبو عبيدة إليهم حتى نزل بساحتهم.
قال: وخرج أهل إيلياء إلى حرب المسلمين فاقتتلوا، ووقعت الهزيمة على أهل إيلياء، فقتلهم المسلمون قتلا ذريعا حتّى أدخلوهم مدينتهم.
قال: ودام الحرب بينهم أياما كثيرة [1] ، فلمّا لم يجدوا حيلة ولم يكن لهم بالمسلمين طاقة بعثوا إلى أبي عبيدة: إنّا قد أحببنا مصالحتكم ولسنا نثق بكم ولكن اكتبوا إلى صاحبكم عمر بن الخطاب حتى يقدم فيكون هو الذي يعطينا الأمان ويكتب لنا العهد فإنّا به واثقون وإليه نميل.
قال: فقال أبو عبيدة لأصحابه: ما ترون فيما يقول هؤلاء القوم؟ فقال معاذ بن جبل: أرى أن تكتب إلى أمير المؤمنين وتسأله القدوم إليك فلعله إذا قدم أن يصلح الله عزّ وجلّ به باقي بلد الشام إن شاء الله تعالى [2] .
ذكر كتاب أبي عبيدة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بأمر أهل بيت المقدس
فكتب إليه [3] : «بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين من عامر بن الجراح، سلام عليك، أما بعد! فإني أخبرك يا أمير المؤمنين أني صرت إلى أهل إيلياء في جماعة من المسلمين حتى نزلت بهم وحللت بساحتهم، ثم واقعناهم وقائع كثيرة كانت عليهم لا لهم، وطاولناهم فلم يجدوا في

[1] انظر تفاصيل أوردها الواقدي في فتوحه 1/ 232 وما بعدها.
[2] ذكر الأزدي أن أبا عبيدة لم يكتب إلى الخليفة إلا بعد أن أخذ على أهل إيليا الأيمان المغلظة أنه إن قدم عمر وأعطاهم الأمان على أنفسهم وأموالهم ليقبلن ذلك ويؤدون الجزية ويدخلون فيما دخل فيه أهل الشام. ففعلوا ذلك.
[3] نسخته في فتوح الأزدي ص 248 وفتوح الشام للواقدي 1/ 235 والوثائق السياسية وثيقة رقم 353/ بز.
اسم الکتاب : الفتوح لابن اعثم المؤلف : ابن أعثم    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست