المشكوكة فيها لم يتعلق بها العلم بكونها
غير قرشية فى زمان بدء وجودها حتى نشك فى بقائه بل من اول وجودها مجهولة الحال
عندنا .
و اما اذا كان القيد من قبيل السلب التحصيلى
الذى لا يوجب تقييدا فى الموضوع فهو و ان كان لا يحتاج فى صدقه الى وجود الموضوع
لعدم التقييد و الاتصاف حتى يحتاج الى المقيد و الموصوف الا انه يمتنع ان يقع
موضوعا لحكم ايجابى اعنى حكم العام و هو قوله (( ترى )) لان السلب التحصيلى يصدق
بلا وجود موضوعه , فلا يعقل جعله موضوعا لحكم اثباتى , و لا معنى لتعلق الحكم
الايجابى على العالم مسلوبا عنه الفسق بالسلب التحصيلى الذى يصدق بلا وجود للعالم
, فلابد من اخذ الموضوع مفروض الوجود , فيكون العالم الموجود اذا لم يكن فاسقا ,
موضوعا , و يرد عليه ما ورد على القسمين الاولين من انتفاء حالة سابقة .
اضف الى ذلك ان القول بان هذه المرئة لم تكن
قرشية قبل وجودها قول كاذب , اذا لا ماهية قبل الوجود , و المعدوم المطلق لا يمكن
الاشارة اليه لا حسا و لا عقلا , فلا تكون هذه المرئة قبل وجودها هذه المرئة , بل
تلك الاشارة من مخترعات الخيال و اكاذيبها , فلا تتحد القضية المتيقنة مع القضية
المشكوك فيها و صحة الاستصحاب منوطة بوحدتهما و هذا الشرط مفقودة فى المقام لان
المرئة المشار اليها فى حال الوجود ليست موضوعة للقضية المتيقنة الحاكية عن ظرف
العدم , لما عرفت ان القضايا السالبة لا تحكى عن النسبة و الوجود الرابط , و لا عن
الهوهوية بوجه , فلا تكون للنسبة السلبية واقعية حتى تكون القضية حاكية عنها ,
فانتساب هذه المرئة الى قريش مسلوب ازلا , بمعنى مسلوبية كل واحد من اجزاء القضية
اعنى هذه المرئة و قريش و الانتساب , لا بمعنى مسلوبية الانتساب عن هذه المرئة الى
قريش , و الا يلزم كون الاعدام متمايزة حال عدمها و ان شئت قلت : فالقضية المتيقنة
غير المشكوك فيها بل لو سلم وحدتهما يكون الاصل مثبتا .
و بالجملة فالقضيتان مختلفتان فما هو
المتيقن قولنا : لم تكن هذه المرئة قرشية و لو باعتبار عدم وجودها و المشكوك قولنا
: هذه المرئة كانت متصفة بانها لم تكن