responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 458

و انت خبير بان المتكلم فى مقام بيان ان الفاتحة من اجزاء الصلاة بحيث تنتفى بانتفائها , و لا تثبت الا باثباتها , و اما ان محقق الصلاة هى نفسها وحدها او هى بانضمام شرائط اخرى فليس بصدد بيانه و بعبارة اوضح ان هذا الكلام بصدد افادة شرطية الطهارة و جزئية الفاتحة فى الصلاة لا الاخبار عن ان الصلاة تتحقق عند وجودها دائما فهو بصدد افادة الجزئية لا بصدد الاخبار عن العقد السلبى و الايجابى و فى مثله لا يجرى ما يجرى فى مثل جائنى القوم الا زيدا ( هذا ) .

و قد يستدل للمطلوب بقبول رسول الله ( ص ) اسلام من قال لا اله الا الله و لو لا دلالته على اثبات الالوهية لله لما كان مفيدا لذلك ( هذا ) و يمكن ان يقال ان القوم فى صدر الاسلام لم يكونوا مشركين فى ذات الواجب تعالى بل كانوا معتقدين لوحدة ذاته , فقد كانوا يعبدون الاصنام ليقربوهم الى الله زلفى ! فكلمة الاخلاص و ردت لردهم فمعناه نفى استحقاق العبودية عما سواه لا اثبات كونه معبودا و يؤيد ذلك ان كلمة اله بمعنى المعبود , فحاصله انه غيره تعالى غير مستحق للعبودية , و بالجملة ان وجود البارى كان مفروغا عنه عند عبدة الاصنام و الاوثان و كان الغرض من عبادتهم لها , لاجل كونها وسائط القرب من الله تبارك و تعالى , فكلمة الاخلاص وردت لنفى معبودية غير الله تعالى .

و بذلك يتضح الجواب عن الاشكال المعروف من ان الخبر المقدر اما لفظ موجود او ممكن و على الاول يدل الاستثناء على حصر وجود الالهة فى البارى و لا يدل على نفى امكان الغير , و على الثانى يدل على اثبات الامكان لوجوده لا على وجوده وجه الاتضاح هو ان كلمة الاخلاص سيقت لنفى ما يعتقده عبدة الاوثان من الشرك فى العبادة لا لاثبات وجود الواجب او وجوبه حتى يرد الاشكال و اما الجوبة الفلسفية و ان كانت صحيحة فى محلها لكنها لبعدها عن اذهان العامة لا يمكن ابتناء قبوله عليها مما قصرت الفهام العامة عنها و اما الثانى اى الدلالة على الحصر فهو ايضا ثابت بالتبادر و الارتكاز العرفى مما هو المعمول فى امثال المقامات فخروج فرد آخر مخالف للحصر كما انه مخالف للعموم فى مثل قوله اكرم كل عالم الا زيدا .

اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 458
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست