responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 45

قولنا : رايت اسدا و حاتما , فان لفظى الحاتم و الاسد استعملا فى معنا هما و لكن ادعى ان زيدا هو الحاتم او الاسد .

ثم لا يخفى عليك ان ما اختاره ( قدس سره ) لا ينحصر بالاستعارة بل المجاز المرسل و هو ما تكون العلاقة فيه غير التشبيه من ساير العلاقات , ايضا من هذا الباب , اعنى ان اللفظ فيه ايضا لم يستعمل الا فيما وضع له و جعل طريقا الى الجد بدعوى من الدعاوى - فاطلاق العين على الربيئة ليس الا بادعاء كونه عينا باصرة بتمام وجوده لكمال مراقبته و اعمال ما هو اثر خاص لها لا بعلاقة الجزئية و الكلية , و قس عليه اطلاق الميت على المشرف لموت بدعوى كونه ميتا و اطلاق القرية على اهلها بتخيل انها قابلة للسؤال , او ان القضية بمثابة من الشهرة حتى يجيب عنها القرية و العير كما فى قول الفرزدق :

هذا الذى تعرف البطحاء و طأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم

و جعل هذا و اشباهه من المجاز بالحذف يوجب انحطاطه من ذروة البلاغة الى حضيض الابتذال - و تجد تحقيق الحال فى المجاز المركب مما ذكرنا ايضا , فانك اذا قلت للمتردد (( اراك تقدم رجلا و تؤخر اخرى )) و علمت ان مفرداتها لم تستعمل الا فى معانيها الحقيقية و انه ليس للمركب وضع على حدة , ليكون اجزائه بمنزلة حروف الهيجا فى المفردات ليستعمل فى معنى لم يوضع له , تعرف انك لم تتفوه بهذا الكلام الا بعد ادعاء ذوقك ان هذا الرجل المتردد المتحير , شخص متمثل كذلك و ان حاله و امره يتجلى فى هذا المثل كانه هو .

هذه قضاء الوجدان و شهادة الذوق السليم بل ما ذكرنا فى المركبات من اقوى الشواهد على المدعى , و به يحفظ لطائف الكلام و جمال الاقوال فى الخطب و الاشعار و بذلك يستغنى عن كثير من المباحث الطفيف الفائدة مثل ان المجاز هل يحتاج الى الرخصة من الواضع اولا او ان وضع العلائق شخصى او نوعى لما قد عرفت من ان الاستعمال فى جميع المجازات ليس الا فى الموضوع له و ان كان صحة الادعاء و حسن وقوعه امرا مربوطا بالذوق السليم .

اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست