responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 397

عن الاول بالاجر , و يدل عليه قوله تعالى : ((ليوفيهم اجورهم و يزيدهم من فضله)) ( وقدمر آنفا ) و اختلاف التعبير ناظر الى اختلاف مراتب الفضل فحسب , فالتعبير بالاجر مخصوص بمرتبة من التفضل يعطى على اساس الكسب و العمل ولياقة اكتسبها العبد بالطاعة و ترك المعصية , و التعبير بالفضل مختص بمرتبة اخرى و ليس على اساس العمل مباشرة .

و مع ذلك كله ان الميزان فى كل واحد منهما انما هو رحمة الرب لاسعى العبد فلا يكون مقدارهما بمقدار العمل ,[ ( وما قدر اعمالنا فى جنب كرمك , و كيف نستكثر اعمالا نقابل بها كرمك]( [1] .

نعم انه مع حفظ النسبة بين اعمال العباد انفسهم .

وما ذكرنا فى المقام هو احد طرق الجمع بين ما ورد فى باب ثواب الاعمال التى يكون بعضها معارضا بحسب الظاهر مع بعض آخر فى تعيين مقدار الثواب حيث انه حينئذ يكون الدال على ثواب اكثر مشيرا الى مرتبة الاجر والفضل معا و يكون الدال على الاقل مشيرا الى خصوص مرتبة الاجر فقط , فتأمل جيدا .

الثالث : حكى فى تهذيب الاصول آراء ثلاثة فى كيفية الثواب والعقاب الاخرويين : احدها انهما من لوازم الاعمال بمعنى ان الاعمال الحسنة والافعال القبيحة فى الدنيا تعطى استعدادا للنفس حقيقة , به يقتدر على انشاء صور غيبية بهيئة من الحور والقصور و كذا فى جانب الاعمال السيئة , ثانيها الاخذ بظواهر الايات والاخبار وهى انهما من المجعولات كالجزائيات العرفية فى الحكومات والسياسيات , ثالثها ان الثواب والعقاب بالاستحقاق و ان العبد يستحق من عند ربه جزاء العمل اذا اطاع او عصى , ولا يجوز له تعالى التخلف عنه عقلا فى الطاعة و اما جزاء السيئة فيجوز له العفو .

ثم اخذ فى تحليل هذه الاراء وقال[ : ( ان ترتب الثواب والعقاب على المسلك


[1]من دعاء ابى حمزة الثمالى

اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست