responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 268

بينهما قرابة شديدة و ربط وثيق وان ادلة المسئلتين متقاربة جدا .

الثانى : ان القضاء والقدر فى لسان الفلاسفة يأتى على معنيين : احدهما القضاء والقدر العلميين بمعنى ان القضاء عبارة عن العلم الاجمالى للبارى تعالى بجميع الموجودات وهو عين ذاته تعالى و اما القدر فهو علمه التفصيلى بجميع الموجودات وهو عين ذات الموجودات نفسها .

ثانيهما : القضاء والقدر العمليين التكوينيين بمعنى ان القضاء هو خلق الصادر الاول الذى يتضمن جميع الموجودات واندرج فيه العالم بتمامه , والقدر عبارة عن ايجاد الموجودات المتكثرة , ولا يخفى مافيه من الاشكال فى المبانى .

الثالث : فى معنى القضاء والقدر فى اللغة وفى لسان الايات .

ففى مفردات الراغب[ : ( القضاء فصل الامر , قولا كان ذلك ( مثل قول القاضى ) او فعلا ( نحو قوله تعالى فقضاهن سبع سموات ) وكل واحد منهما على وجهين : الهى و بشرى . . . الى ان قال فى مقام بيان الفرق بين القضاء والقدر : والقضاء من الله اخص من القدر لانه الفصل بعد التقدير فالقدر هو التقدير والقضاء هو الفصل بعد التقدير]( .

واما المستفاد من موارد استعمالها فى القرآن فهو ان القضاء هو الحكم القطعى الالزامى تكوينيا كان او تشريعيا فالتكوينى منه نظير ما جاء فى قوله تعالى( اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون )[1] والتشريعى ماجاء فى قوله تعالى( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه و بالوالدين احسانا )[2] , واما القدر فهو بمعنى تعيين المقدار اما تكوينا نحو قوله تعالى( و ان من شىء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم )[3] و نحو قوله تعالى( فانزلنا من السماء ماء بقدر )[4] , او تشريعا نحو قوله تعالى :( و على الموسع قدره و على المعسر قدره )[5] الذى ورد فى تعيين و تحديد تكليف المعسر والموسع فى متعة


[1]آل عمران 47 .

[2]الاسراء 23 .

[3]الحجر 21 .

[4]المؤمنون 18 .

[5]البقره 236 .

اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست