responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 266

اخرى رواها ابن ابى عمير قال سألت ابا الحسن موسى بن جعفر ( ع ) عن معنى قول رسول الله ( ص ) ( الشقى من شقى فى بطن امه والسعيد من سعد فى بطن امه ) فقال : الشقى من علم الله و هو فى بطن امه انه سيعمل اعمال الاشقياء , والسعيد من علم الله وهو فى بطن امه انه سيعمل اعمال السعداء . . . الحديث]( [1] , فلا اشكال فى ان الحديث بهذا المعنى يخرج عن ظاهره ولا ينافى اختيار الانسان فى اعماله كما لايخفى .

الثانى : ما ينطبق على كلا الحديثين و هو الحمل على اختلاف الاستعدادات والمقتضيات الذاتية للافراد , والروايتان كلتا هما تعبران عن ان الناس يختلف بعضهم عن بعض من ناحية الاستعداد الذاتى للطاعة او العصيان فبعضهم من ناحية الذات قريب الى الطاعة و بعض آخر من جهة القوة الذاتية قريب الى المعصية لكن لا على حد الالزام والعلة التامة بل على حد الاقتضاء , نظير ما نشاهده من اختلاف الافراد فى استعدادهم للصيام مثلا فاستعداد بعضهم اقوى للصيام و لبعض آخر استعداد اضعف , ولكن لا ان من له القوة التامة على الصيام مجبور عليه و ان من له القوة الضعيفة للصيام مجبور على تركه , و هكذا فى الامور الخارجة عن الذات ما نشاهده من التفاوت والاقربية او الا بعدية لجهة الحرارة الجوية فى المناطق الحارة او البرودة الجوية فى المناطق الباردة او لجهة شغلية كالتفاوت الموجود بين الخباز والبقال بالنسبة الى الصيام فى شهر رمضان , و الحاصل ان صاحب الاستعداد القوى للصيام و كذا من يعيش فى المناطق الباردة او مثل ذلك اقرب الى طاعة الله من غيره و بهذه المناسبة يعد اقرب الى السعادة من غيره من دون ان يكون ذلك علة تامة للطاعة او المعصية .

ان قلت : سلمنا ولكن اليس هذا الاختلاف بهذا المقدار مخالفا للعدالة ؟

قلنا : قد اجيب عن هذه الشبهة فى لسان الروايات الواردة عن الائمة المعصومين ( ع ) ببيان واضح وهو[ ( ان افضل الاعمال احمزها]( [2] و توضيحه : ان التفاوت


[1]بحارالانوار , ج 5 , ص 157 .

[2]بحارالانوارج 70 , ص 191 .

اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست