وإنما الواجب أن
يكون حالا من المرعى. وأخر ليناسب الفواصل.
ومنها : قول بعضهم
في قوله تعالى (فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ
خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ
دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ ) [ ٦ / ٩٩ ] فيمن رفع جنات : إنه عطف على (قنوان ) ، وهذا يقتضي أن جنات الأعناب تخرج من طلع النخل ، وليس بصحيح ، وإنما هو على
ما ذكره ابن هشام : مبتدأ بتقدير « وهناك جنات » أو « ولهم جنات ».
قال : ونظيره قراءة
من قرأ (وَحُورٌ عِينٌ ) [ ٥٦ / ٢٢ ] بالرفع بعد [١] قوله (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) [ ٣٧ / ٤٥ ] أي ولهم حور عين.
وأما قراءة السبعة
(وَجَنَّاتٍ ) بالنصب فبالعطف على (نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ ) وهو من باب (وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ ) [ ٢ / ٩٨ ]
ومنها : قول الزمخشري
في قوله تعالى (يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ
فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي ) [ ٥ / ٣١ ] : أن انتصاب أواري في جواب الاستفهام.
[١] ليس قوله تعالى ( وَحُورٌ عِينٌ )
بعد هذه الآية التي هي من سورة الصافات. بل إنها بعد قوله تعالى ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ
مُخَلَّدُونَ ، بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ ، وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ )
إلى قوله (
وَحُورٌ عِينٌ )
سورة الواقعة : ١٧ ـ ٢٢.