وإذا جعلته عبارة
عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر ، لأنه دل على معنى وزمان ، تقول كان الأمر وأنا
أعرفه مذ كَانَ ، أي مذ خلق.
وَفِي حَدِيثِ الْمَوْعِظَةِ
« فَكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ » هي مخففة من المثقلة أي « كَأَنَّكُمْ قَدْ صِرْتُمْ » ، يعني كَأَنَّ الأمر والشأن متم كما ماتوا.
وقولهم « جاءوني
لا يَكُونُ زيدا » هو على الاستثناء ، كأنك قلت : لا يَكُونُ الآتي زيدا.
الْكَاهِنِ
هو الذي يتعاطى الخبر عن الْكَائنات في مستقبل الزمان
، ويدعي معرفة الأسرار قيل : وكان في العرب كَهَنَةٌ
كشق وسطيح وغيرهما [١]
فمنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن يلقي إليه الأخبار ، ومنهم من كان يزعم أنه
يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله
، وهذا يخصونه باسم العراف كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق ، ومكان الضالة ونحوهما
ـ كذا قاله في النهاية.
وفي المغرب ـ نقلا عنه ـ : الْكَاهِنُ أحد الْكُهَّانِ ،
وأَنَ الْكِهَانَةَ
في العرب : قبل المبعث ، يُرْوَى « أَنَّ الشَّيَاطِينَ كَانَتْ تَسْتَرِقُّ السَّمْعَ
فَتُلْقِيهِ إِلَى الْكَهَنَةِ ، وَتَقْبَلُهُ الْكُفَّارُ مِنْهُمْ فَلَمَّا بُعِثَ
صلىاللهعليهوآله
وَحُرِسَتِ السَّمَاءُ بَطَلَتِ الْكِهَانَةُ
» وجمع الْكَاهِنِ كُهَّانٌ
وكَهَنَةٌ ككافر وكفار وكفرة.
[١] حاك الخيال حول هذين
حكايات أشبه بالخرافات منها إلى الحقائق ، فزعموا أن الأول كان شق إنسان أي نصفه. بيد
واحدة ورجل واحدة وعين واحدة. وأن سطيحا كان لحما يطوي كما يطوي الثوب لأعظم فيه غير
الجمجمة ، ووجهه في صدره. وزعموا أن هذين الكاهنين عاشا بضعة قرون.