وَقِيلَ : سَبْعِينَ أَلْفاً ( قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ) [ ٢ / ٢٤٩ ] أَيْ مُخْتَبِرُكُمْ بِنَهَرٍ ( فَمَنْ شَرِبَ ) مِنَ النَّهَرِ بِأَنْ كَرِعَ فِي مَائِهِ ( فَلَيْسَ مِنِّي ) أَيْ لَيْسَ مِنْ جُمْلَتِي وَأَشْيَاعِي ( وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ ) أَيْ لَمْ يَذُقْهُ ( فَإِنَّهُ مِنِّي ).
فقوله ( إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ ) استثناء من قوله ( فَمَنْ شَرِبَ ).
ومعناه : الرخصة في اغتراف الغرفة باليد دون الكروع ( فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ) قِيلَ : وَلَمْ يَبْقَ مَعَ طَالُوتَ إِلَّا ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً.
قوله ( أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا ) [ ٢٥ / ٧٥ ] أي الغُرُفَاتِ وهي العلالي في الجنة.
قوله الْغُرُفاتِ [ ٣٤ / ٣٧ ] أي منازل في الجنة رفيعة ، من فوقها منازل رفيعة.
وَفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : سَأَلَ عَلِيٌّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله عَنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى ( لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ ) [ ٣٩ / ٢٠ ] فَقَالَ : لِمَا ذَا بُنِيَتْ هَذِهِ الْغُرَفُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ تِلْكَ غُرَفٌ بَنَاهَا اللهُ لِأَوْلِيَائِهِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ ، سُقُوفُهَا الذَّهَبُ مَحْبُوكَةً بِالْفِضَّةِ ، لِكُلِّ غُرْفَةٍ مِنْهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ ، وَفِيهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ ، بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَحَشْوُهَا الْمِسْكُ وَالْعَنْبَرُ وَالْكَافُورُ ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) [ ٥٦ / ٣٤ ] كُلَّمَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ مَنَازِلَهُ فِي الْجَنَّةِ وُضِعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْكِ وَالْكَرَامَةِ ، وَأُلْبِسَ سَبْعِينَ حُلَّةً بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ ( يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ ) [ ٢٢ / ٢٣ ]. والحديث طويل.
وجمع الغُرْفَةِ غُرَفٌ ثم غُرَفَاتٌ بفتح الراء ، وهي جمع الجمع عند قوم ، وتخفف