responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البحرين ت-الحسینی المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 4  صفحة : 62

الأخفش أَحْسَسْتُ معناه ظننت ووجدت ، ومنه قوله تعالى ( فَلَمَّا أَحَسَ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ). قوله : ( هَلْ تُحِسُ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ) [ ١٩ / ٩٨ ] أي ترى من حسه إذا أشعر به ، ومنه الحاسة. قوله : ( إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ) [ ٣ / ١٥٢ ] أي تستأصلونهم وتقتلونهم قتلا ذريعا ، من حَسَّهُ : إذا أبطل حسه. قوله : ( لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها ) [ ٢١ / ١٠٢ ] الْحَسِيسُ : الصوت الخفي. قوله : ( اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ) [ ١٢ / ٨٧ ] تَحَسَّسُوا بالحاء وتجسسوا بالجيم بمعنى واحد. أي تبحثوا وتخبروا ، وربما فرق بينهما ، وقد مر.

وَكَانَ بَيْنَ يَعْقُوبَ وَبَيْنَ يُوسُفَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً ، وَكَانَ فِي بَادِيَةٍ فِيهَا مُقِلٌّ.

سُئِلَ عليه السلام : أَكَانَ عَلِمَ يَعْقُوبُ أَنَّ ابْنَهُ حَيٌّ وَقَدْ فَارَقَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً؟ قَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ عَلِمَ حَيٌّ أَنَّهُ دَعَا رَبَّهُ بِالسَّحَرِ أَنْ يُهْبِطَ عَلَيْهِ مَلَكَ الْمَوْتِ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ بِأَطْيَبِ رَائِحَةٍ وَأَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَقَالَ لَهُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : أَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ أَلَيْسَ سَأَلْتَ اللهَ أَنْ يُنْزِلَنِي إِلَيْكَ. قَالَ : نَعَمْ ، فَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الْأَرْوَاحِ تَقْبِضُهَا جُمْلَةً أَوْ تَفَارِيقَ. قَالَ : يَقْبِضُهَا أَعْوَانِي مُتَفَرِّقَةً وَتُعْرَضُ عَلَيَّ مُجْمَعَةً. قَالَ يَعْقُوبُ : أَسْأَلُكَ بِإِلَهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ هَلْ عَرَضَ عَلَيْكَ فِي الْأَرْوَاحِ رُوحُ يُوسُفَ. فَقَالَ : لَا فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ ، فَقَالَ لِوُلْدِهِ : ( اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ).

الآية [١]. والْحِسُ الاسم من أحس بالشيء : إذا علم به ووجده. و « الْحَوَاسُ » جمع حَاسَّةٍ كدواب جمع دابة ، وهي المشاعر الخمس. السمع ، والبصر ، والشم ، والذوق ، واللمس. وهذه الحواس الظاهرة ، وأما الْحَوَاسُ الباطنة فهي : الخيال ، والوهم ، والحس المشترك والحافظة ، والمتصرفة. ولتحقيق كل منها محل آخر.


[١] هذا المضمون في حديث طويل مروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ـ انظر البرهان ج ٢ ص ٢٦٣.

اسم الکتاب : مجمع البحرين ت-الحسینی المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 4  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست