responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البحرين ت-الحسینی المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 2  صفحة : 378

باب ما أوله الشين

(شبح)

فِي الْحَدِيثِ « خَلَقَ اللهُ مُحَمَّداً وَعِتْرَتَهُ أَشْبَاحَ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ. قُلْتُ : وَمَا الْأَشْبَاحُ؟ قَالَ : ظِلُّ النُّورِ أَبْدَانٌ نُورَانِيَةٌ بَلْ أَرْوَاحٌ ».

فَالْأَشْبَاحُ جمع شَبَحٍ بالتحريك وقد يسكن ، وهو الشخص ، مثل سبب وأسباب. وسُئِلَ الشَّيْخُ الْجَلِيلُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ : مَا مَعْنَى الْأَشْبَاحِ؟ فَأَجَابَ : الصَّحِيحُ مِنْ حَدِيثِ الْأَشْبَاحِ الرِّوَايَةُ الَّتِي جَاءَتْ عَنِ الثِّقَاتِ بِأَنَّ آدَمَ عليه السلام رَأَى عَلَى الْعَرْشِ أَشْبَاحاً يَلْمَعُ نُورُهَا ، فَسَأَلَ اللهَ تَعَالَى عَنْهَا فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنَّهَا أَشْبَاحُ رَسُولِ اللهِ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ عليه السلام ، وَأَعْلَمَهُ لَوْ لَا الْأَشْبَاحُ الَّتِي رَآهَا مَا خَلَقَهُ اللهُ وَلَا خَلَقَ سَمَاءً وَلَا أَرْضاً.

ثم قال : والوجه فيما أظهره الله من الْأَشْبَاحِ والصور لآدم عليه السلام أن دله على تعظيمهم وتبجيلهم ، وجعل ذلك إجلالا لهم ومقدمة لما يفرضه من طاعتهم ، ودليلا على أن مصالح الدين والدنيا لا تتم إلا بهم ، ولم يكونوا في تلك الحال صورا مجسمة ولا أرواحا ناطقة ولكنها كانت على صورهم في البشرية تدل على ما يكونون عليه في المستقبل ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ آدَمَ عليه السلام لَمَّا تَابَ إِلَى اللهِ وَنَاجَاهُ بِقَبُولِ تَوْبَتِهِ سَأَلَهُ بِحَقِّهِمْ عَلَيْهِ وَمَحَلِّهِمْ عِنْدَهُ فَأَجَابَهُ.

قال : وهذا غير منكر من القول ولا مضاد للشرع ، وقد رواه الثقات الصالحون المأمونون ، وسلم لروايته طائفة الحق ، فلا طريق إلى إنكاره.

وَفِي وَصْفِهِ عليه السلام « مَشْبُوحَ الذِّرَاعَيْنِ ».

أي طويلهما ، وقيل عريضهما

وَرُوِيَ « شَبْحُ الذِّرَاعَيْنِ ».

والشَّبْحُ : مدك الشيء بين أوتاد كالجلد والحبل. وشَبَحَهُ يَشْبَحُهُ بفتحتين : ألقاه ممدودا بين خشبتين مقرونتين في الأرض.

اسم الکتاب : مجمع البحرين ت-الحسینی المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 2  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست