مرتبتهم في الكمال إلى حد لا يدانيهم أحد من الخلق. قوله تعالى : ( يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ
وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ
) [٣ / ٦٥ ]
قوله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) [٣ / ٩٧ ] أي قصده والسعي إليه ، يقال حَجَجْتُ
الموضع أَحُجُّهُ حَجّاً من باب قتل : قصدته ، ثم سمي السفر إلى بيت الله حَجّاً دون ما سواه فَالْحَجُ
في اللغة القصد ، وفي عرف
الفقهاء قصد البيت للتقرب إلى الله تعالى بأفعال مخصوصة وبزمان مخصوص في أماكن مخصوصة.
والْحَجُ فتحا وكسرا لغتان ، ويقال الْحَجُ بالفتح المصدر وبالكسر الاسم. قوله : الْحَجُ أي زمان ( الْحَجُ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ
) [ ٢ / ١٩٧ ] أي معروفات للناس ، يريد أن زمان الحج لم يتغير في الشرع. وهو رد على الجاهلية في قولهم بالنسيء
وهو شوال وذو القعدة وذوالْحِجَّةِ عند المحققين من أصحابنا ، وقيل تسعة من ذي الْحِجَّةِ وبه قال الشافعي ، وقيل عشرة وبه قال أبو حنيفة ، والأول أصح للفظ الأشهر على
الحقيقة دون المجاز.