( وَاسْجُدْ ) لقراءة هذه السورة ، والسجود هنا فريضة وهو من العزائم. و ( قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ ) [ ٩ / ٩٩ ] المعنى أن ما ينفقه سبب لحصول الْقُرُبَاتِ
وصلوات الرسول ، لأنه كان
يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم كَقَوْلِهِ « اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ
أَبِي أَوْفَى ».
لما أتاه أبو أوفى
بصدقة ، فلما كان ما ينفق سببا لذلك قيل يتخذ ما ينفق قُرُبَاتٍ وصلوات (أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ ) شهادة من الله للمتصدق بصحة ما اعتقده ـ كذا قال الشيخ أبو علي. قوله : (وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى ) [ ٤ /٣٦ ] أي الذي قَرِيبُ جواره ، وقيل الذي له مع الجوار قُرْبٌ واتصال بنسب أو دين. قوله : (ذا مَقْرَبَةٍ ) [ ٩٠ / ١٥ ] أي قَرَابَةٍ. قوله : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [ ٧ / ٥٦ ] ولم يقل قَرِيبَةٌ لأنه أراد بالرحمة الإحسان ، ولأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيا
جاز تذكيره. وعن الفراء : إذا كان الْقَرِيبُ بمعنى المسافة يذكر ويؤنث. و « ذِي الْقُرْبى » في آية الخمس بنو هاشم وبنو المطلب دون بني عبد شمس وبني
نوفل ، لِقَوْلِهِ (ع) : « إِنَّ بَنِي الْمُطَّلِبِ مَا فَارَقُونَا فِي جَاهِلِيَّةٍ
وَلَا إِسْلَامٍ ، وَبَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ ».
وشَبَّكَ بَيْنَ
أَصَابِعِهِ. قوله : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ
وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) [ ١٧ / ٢٦ ] وقوله : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ) [ ١٦ / ٩٠ ] قيل المراد بذي الْقُرْبَى
في هذا وأمثاله قَرَابَةُ الرسول وإعطاء حقه وأوجب له من الخمس وغيره. قوله : ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ ) [ ٢١ / ٩٧ ] أي تَقَارَبَ. قوله تعالى : ( وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ
) أي لا تأكلا منها ، والمعنى لاتَقْرَبَاهَا بالأكل ، وهو نهي تنزيه عندنا لا نهي تحريم ، وكانا بالتناول منها تاركين نفلا
وفضلا ( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ
) أي