responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء عبد الله بن عباس ودور السياسة في اختلاف النقل عنه المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 99

الأهواز وأمر الناس بغسل الرجلين [١] ، ولمّا سمع بذلك أنس بن مالك اعترض عليه قائلا : صدق اللّه‌ وكذب الحجّاج قال اللّه‌ تعالى ( وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم ) [٢].

وبعد هذا يحق لنا أن نقول : إنّ بكاء أنس بن مالك جاء لتلاعب أمثال الحجّاج بالصلاة والوضوء و ...

هذا ، ويمكننا الإشارة إلى حقيقة أخرى قد تكون خافية على البعض ، وهي : إنّ نهج الخلفاء ـ وكما عرفت ـ كان لا يرتضي الأخذ بفقه علي وابن عبّاس ، فنتساءل : لو صح هذا وكان فقه علي بن أبي طالب وابن عبّاس منهيّا عنه ، فكيف نقل عنهما مالك في موطَّئه؟

إنّ اللّب السليم يحكم بأنّ ما نقله مالك صِيغَ ليكونَ موافقا لفقه الخلفاء ؛ إذ لم ينقل مالك الوجه الحقيقي لما يلتزمه علي وابن عبّاس من الشرع ، وذلك يعني أنّ غالب ما نهت عنه الحكومة هو الفقه المستقل ، (أعني فقه التعبد المحض) ، لا ما أريد له أن يكون موافقا للفقه الاجتهادي السلطوي الحاكم!! ، وإلاّ فإنّ مالكا لم يكن ليجسر على تخطّي أمرَ المنصور بعدم الأخذ عن علي وابن عبّاس.

وهكذا الحال بالنسبة إلى أمّهات المسانيد والصحاح الّتي أريد لها أن تكون كما هي عليه اليوم.

إذ لِمَ يُهتَمُّ ويُعتنى بما يُروى عن ابن عبّاس وأمثاله ممّا يؤيّد مدرسة


[١] الجامع لأحكام القرآن ٦ : ٩٢.

[٢] المصدر السابق.

اسم الکتاب : وضوء عبد الله بن عباس ودور السياسة في اختلاف النقل عنه المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست