اسم الکتاب : وضوء عبد الله بن عباس ودور السياسة في اختلاف النقل عنه المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 125
قال : فتفرق الناس عنه ، فأُتي معاوية فأخبر بذلك ، فأرسل إلى عبادة فأتاه ، فقال له معاوية : لئن كنت صحبت النبي صلىاللهعليهوآله وسمعت عنه ، لقد صحبناه وسمعنا منه.
فقال له عبادة : لقد صحبتُهُ وسمعتُ منه.
فقال له معاوية : اسكت عن هذا الحديث ولا تذكره.
فقال له : بلى وإن رغم أنف معاوية ثم قام.
فقال له معاوية : ما نجد شيئا أبلغ فيما بيني وبين أصحاب محمّد من الصفح عنهم [١].
ولو تأنّيت في موقف ابن عبّاس في التلبية لرأيته نفس موقف أبي ذر وعبادة بن الصامت وغيرهما في رفض الأخذ بمذهب الرأي الحكوميّ ، فقد أخرج النسائي في المجتبى ، والبيهقي في السنن ، عن سعيد بن جبير : أنّ ابن عبّاس كان بعرفة ، فقال : يا سعيد ، مالي لا أسمع الناس يلبّون؟
فقلت : يخافون معاوية.
فخرج ابن عبّاس من فسطاطه ، فقال : لبّيك اللّهم لبّيك ، وإن رغم أنف معاوية ، اللّهم العنهم ، فقد تركوا السنّة من بغض عليّ [٢].
وقوله في آخر : لعن اللّه فلانا ، عمدوا إلى أعظم أيام الحج فمحوا زينته ، وإنما زينة الحجّ التلبية [٣].
[١] تاريخ دمشق ، لابن عساكر ٢٦ : ١٩٩. [٢] سنن النسائي (المجتبى) ٥ : ٢٥٣ ، السنن الكبرى للبيهقي ٥ : ١١٣ ، الاعتصام بحبل اللّه المتين ١ : ٣٦٠. [٣] مسند أحمد (١٨٧٠) كما في جامع المسانيد والسنن ٣٠ : ١٧٠.
اسم الکتاب : وضوء عبد الله بن عباس ودور السياسة في اختلاف النقل عنه المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 125