اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 575
ولكن
بالنسبة للأُمور المستحدثة والتي لم تكن موجودة في عهد الرسول والأئمّة عليهمالسلام
، وإنّما ظهرت في العصور المتأخّرة والحديثة ، فما هي أو ما هو الأسلوب المتبع
للاستخراج الحلول والمنافذ عند سماحة العلماء إن لم تكن موجودة في القرآن الكريم
والسنّة النبوية المطهّرة؟ ولكم فائق الاحترام والتقدير.
ج : في القرآن الكريم والسنّة الشاملة
لأقوال المعصومين عليهمالسلام
، هناك قواعد كُلّية قد استخرجها العلماء ، وهذه القواعد تنطبق على كثير من
المسائل الفرعية ، فإذا جاءت مسألة فرعية فالفقيه يرجعها إلى تلك القواعد الكُلّية
، فإن دخلت تلك المسألة تحت حكم إحدى تلك القواعد أفتى الفقيه بذلك.
مثلاً : إذا اكتشفت مادّة جديدة مسكرة ،
والقرآن والسنّة لم يشيرا إلى حرمة تلك المادّة ، لكن الفقيه عنده قاعدة كُلّية : بأنّ
كُلّ مسكر حرام ، فيستطيع أن يفتي بحرمة هذه المادّة طبقاً إلى تلك القاعدة ، وكذلك
هناك قواعد عقلية كُلّية عامّة يستطيع أن يستخدمها ويفتي على طبقها ، وإذا لم توجد
هناك أي قاعدة عامّة ، يمكن إدخال المسائل المستحدثة تحتها ، تصل النوبة إلى الأُصول
العملية التي هي أيضاً قواعد مستنبطة من أقوال المعصومين عليهمالسلام ، وهذه الأُصول
يدخل تحتها جميع المسائل الفرعية ، التي لم يمكن إدخالها تحت القواعد العامّة
المستنبطة من القرآن والسنّة ، أو التي لا يمكن إدخالها تحت القواعد العامّة
المكتشفة بحكم العقل ، وهذه القواعد المشار إليها بقسميها ـ التي يحرز منها الدليل
ـ أو التي يؤخذ منها الموقف العملي ـ تدرس في علم أُصول الفقه.
فالفقيه يبحث أوّلاً عن الحكم الشرعي
الذي يسند إلى دليل استخرج من القرآن أو السنّة ، أو العقل أو الإجماع ، ويسمّى
الحكم المستخرج من تلك القاعدة الحكم الشرعي الظاهري ، أمّا إذا فقدت تلك القواعد
، فإنّ الفقيه يبحث عن الوظيفة العملية للمكلّف عند فقد تلك الأدلّة المستخرجة من
القرآن والسنّة والعقل والإجماع ، ويستطيع الفقيه الوصول إلى تلك الوظيفة بأعمال
تلك القواعد المسمّاة بالأُصول العملية.
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 575