اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 566
( رضا ـ بريطانيا ـ ١٨ سنة ـ
طالب )
معرفة الحقّ من خلال قواعد عقلية :
س
: هناك كثير من يقول أنّه لا يمكن معرفة الحقّ مطلقاً ، أي ليس هناك مثلاً قانون
صحيح مطلقاً ، ولكن صحيح إلى درجة ، كيف يمكن الردّ على هذا؟ أرجو الإجابة ،
وأشكركم جزيل الشكر.
ج : ينبغي ملاحظة أُمور :
أوّلاً : إنّ الدليل العقلي غير قابل
للتخصيص من دون دليل آخر ، فالدليل العقلي هو بنفسه يتولّى تعيين حوزة شموله.
وبعبارة واضحة : كُلّ ما يثبته أو ينفيه
العقل ، يأتي بكُلّ قيوده وسعة دلالته.
وثانياً : الحكم على صحّة أو فساد أمر
هو قانون عقلي ، يجب فيه اتباع حكم العقل ؛ فالعقل هو الذي يتكفّل إعطاء نسبة
الصحّة أو الفساد لكُلّ قضية وموضوع.
ثالثاً : المقصود من الحقّ المطلق هو
الأمر الذي يعتبره العقل من البديهيات والأوّليات ، بحيث يكون العلم به ضرورياً ، فلا
يرى احتمال الخلاف فيه جائزاً.
نعم ، إنّ لم تصل معرفة العقل لقانون أو
قاعدةٍ إلى هذا المستوى ، فقد يرى اشتمال العلم به مع احتمالات أُخرى قد تتناقض مع
ذلك العلم.
وعلى سبيل المثال : يجزم العقل باستحالة
اجتماع النقيضين ، ولا يرى مجالاً لأي احتمال مخالف لهذا الحكم القطعي ، وحتّى
أنّه يرى هذا الحكم مستقلاً عن أيّ قيد وشرط ، فلا يختصّ بزمان أو مكان ، أو أيّة
خصوصية أُخرى.
ثمّ في فرض هذا الحكم ، كيف يعقل أن
يحتمل تخصيص هذا القانون والحكم المقطوع به ، أو تقليل نسبة الصحّة فيه.
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 566