اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 559
( .... ـ سنّي ـ .... )
اختلاف العبادات بين الشيعة والسنّة :
س
: أتمنّى أن تعينوني على فهم بعض الأُمور التي مرّت عليّ ، وأُريد التأكّد منها ،
هل هناك اختلاف في العبادات بين السنّة والشيعة؟
ج : نعم يوجد بعض الاختلاف في الفروع
بين الفريقين ، بسبب أخذنا تفسير الكتاب والسنّة من أهل البيت عليهمالسلام حصراً ، وأخذهم من
جميع الصحابة لهما رواية ودراية.
فالصحابة كثيرون جدّاً ، ويروون الأحاديث
المختلفة والمتعارضة ، وكذلك فهمهم مختلف ، وكُلّ يدلو بدلوه ، وهم ليسوا سواء في
العلم ، أو كثرة المصاحبة للنبي صلىاللهعليهوآله
، أو السابقة أو عدم الانشغال عنه بالأُمور الحياتية من زراعة وتجارة وغيرها.
وكذلك نرى أنّ العدالة تختلف درجاتها
بينهم ، وتغيير الأحكام والدين بدأ ينمو بشكل كبير في أزمان قريبة من وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وبدأ الاجتهاد
يطفو على سطح المجتمع الإسلامي ، ويقدّم قول فلان وفلان على النصوص الواضحة
الصريحة ، وبدأ النهي عن رواية الحديث الشريف أيضاً ، وحبس الصحابة في المدينة وعدم
خروجهم للتبليغ ، وكذلك ضرب عمر بعض الصحابة بالدُّرة لتحديثهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وغير ذلك من
ملابسات عديدة قد نبَّه وحذّر النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله
منها ، كقوله صلىاللهعليهوآله
: « لينتقضن
عرى الإسلام عروة عروة ... وأولهن نقضاً الحكم ، وآخرهن الصلاة
» [١].
وقال الهيثمي : « رواه أحمد والطبراني
ورجالهما رجال الصحيح » [٢].
وكذلك أثبت الصحابة ذلك التغيير
والانحراف بعد وفاة النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله
، فقد روى البخاري بإسناده عن الزهري قال : « دخلت على أنس بن مالك بدمشق