اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 55
فإنّ الإسلام عند نزول الآية قد أعزّه
الله تعالى بقوّته وتمكّنت سطوته ، فلا معنى لخوف النبيّ صلىاللهعليهوآله من النصارى في
تبليغ الإسلام ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإنّ الآية تشير إلى تبليغ أعظم ، وأمر
أخطر لم يألفه المسلمون ، وسيرتاب منه المنافقون ، ويتزعّزع لعظم خطره أهل الجاه
والدنيا ، وهذا الأمر هو تبليغ ولاية علي عليهالسلام
الذي لا يطيقه المنافقون ، والذين في قلوبهم مرض ، فإنّهم سيحاولون إلى التصدّي
لجهوده صلىاللهعليهوآله
، لذا أخبره تعالى إنّ الله سيعصمك من خطر هؤلاء ومن مؤامراتهم.
مع أنّ الروايات من قبل الفريقين تؤكّد
أنّ آية ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...
) قد نزلت في
تبليغ ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام
، ممّا يعني أنّ ترتيب الآيات وسياقها لا علاقة له بمعنى الآية وسبب نزولها ، لذا
فلا عليك أن ترى تقدّم آية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ... )[١]
، على آية ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...
)؟ فإنّ
روايات السنّة والشيعة كُلّها متّفقة على نزولهما في تبليغ ولاية علي عليهالسلام.
( ... ـ ... ـ ..... )
المقصود بالفؤاد :
س
: قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )[٢] ، ما المقصود
بالفؤاد؟ وما معنى مسؤولية الفؤاد؟ نرجو منكم الإجابة الوافية ، ولكم جزيل الشكر
والتحية الطيّبة.
ج : قال العلاّمة الطباطبائي قدسسره ما نصّه : « قوله
تعالى : ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً
) ... والآية
تنهى عن اتباع ما لا علم به ، وهي لإطلاقها تشمل الاتباع اعتقاداً وعملاً ،