اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 442
« السَلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللهِ عَنّي وَعَن
ابنَتِكَ النازِلَة في جِوارِكَ ، وَالسَريعَةِ اللِحاقِ بِكَ! قَلَّ يا رَسولَ
الله عَن صَفِيّتِكَ صَبري ، وَرَقّ عَنها تَجَلُدي ، إلاّ أنَّ فِي التَأسّي لي
بِعَظيمِ فُرقَتِكَ ، وَفَادِحِ مُصيبَتِكَ مَوضِعَ تَعَزّ ، فلقد وَسّدتُكَ في
مَلحودةِ قَبرك ، وفاضَت بينَ نَحري وصَدري نفسُكَ ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ،
فَلَقَد استُرجِعت الوَديعة ، وأخذتِ الرَهينة!
أمّا
حُزني فَسَرمَدٌ ، وأمّا لَيلي فَمُسَهّدٌ ، إلى أن يَختارَ اللهُ لي دارك التي
أنتَ بِها مُقيم ، وسَتُنَبئكَ ابنتُكَ بِتَضافُرِ أُمّتك عَلَى هَضمِها ، فَأحفِها
السُؤالَ ، واستَخبِرها الحالَ ، هذا وَلَم يَطُلِ العَهدُ ، ولَم يَخلُ مِنكَ
الذكر ، والسلام عليكما سَلامَ مُودّعٍ ، لا قالٍ ولا سَئمٍ ، فإن أنصَرِف فَلا
عَن مَلالةٍ ، وَإن أُقِم فلا عَن سُوء ظَنّ بما وَعَدَ اللهُ الصابِرينَ
» [١].
وفي الختام ننبّهك إلى عدّة نقاط :
١ ـ ليست كُلّ الخطب قد وصلت إلينا ، لأنّ
أئمّة أهل البيت عليهمالسلام
وشيعتهم ـ وعلى مرّ العصور ـ كانوا مظلومين مقهورين ، وفي حالة تقية ، وكذلك
الأيادي الأثيمة دمّرت الكثير من تراث أهل البيت عليهمالسلام.
وبناء عليه إذا لم ترد مسألة كسر الضلع
في خطب أمير المؤمنين عليهالسلام
الواصلة إلينا ، فإنّ هذا لا يعني أنّهم عليهمالسلام
لم يذكروا هذه المسألة في خطبهم ، بالأخصّ مع تصريحهم عليهمالسلام إلى هذا المطلب في
أحاديثهم ورواياتهم الواصلة إلينا.
٢ ـ إنّ مقام الخطبة غير مقام الكلام
والحديث ، ففي الخطبة تراعى المسائل البلاغية والإشارات إلى المطالب التي لم يمكن
التصريح بها ، لأنّ الخطبة تكون في الملأ العام ، وهذا بخلاف الأحاديث الخاصّة ،
والتي تقال لخواص الأصحاب.
٣ ـ إنّ من أكثر المسائل التي حاول
النواصب طمسها وامحاءها هي مسألة مظلومية الزهراء عليهاالسلام
، لأنّها المصداق البارز للتبرّي الذي بُني عليه التشيّع بعد