اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 389
وبعد هذا ، فإنّ العاطفة الغالبة على
المرأة سبّبت في أن تكون شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد.
( السيّد علي الموسوي ـ
إيران ـ ٢٧ سنة ـ طالب حوزة )
( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) :
س
: إنّ القرآن يثبت في آيات عديدة تساوي الإنسانية بين الرجال والنساء ، وأنّ الرجل
بما هو الرجل ، والمرأة بما هي المرأة ، لا كرامة لهما ( إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ )[١] ، إذاً فلماذا (
لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ )[٢]؟
ج : ننقل لكم ما ذكره الشيخ لطف الله
الصافي حول هذا الموضوع :
« وأمّا الاختلاف في قدر نصيب الرجل
والمرأة في بعض الموارد كالبنت والابن ، حيث قدّر للذكر مثل حظّ الأُنثيين ، وكالزوج
والزوجة ، فليس فيه احتقار للمرأة وبخس حقّها ، بل إنّما جعل نصيب الرجل أكثر
لكثرة حوائجه الاقتصادية ونفقاته المالية ، ولما أُلقي عليه من النفقات ـ كنفقة
الزوجة والأولاد ـ أو يلقى عليه العرف والعادة ـ كتجهيز البنات ـ وإعطاء صداق زوجة
الولد وغيرها.
وأمّا المرأة فليس عليها هذه النفقات ،
ولا تدفع المهر عند الزواج ، بل تأخذه بعكس الرجل ، كما يتحمّل زوجها نفقتها ،
فحاشا الإسلام أن يدع الضعيف ويوفّر نصيب القوي ، أو ينظر في مثل هذه الأحكام
المالية المتضمّنة لحكم اقتصادية إلى ما ليس له دخل في تشريعها ، فهذا الفرق
الطفيف بينهما ليس إلاّ لإقامة العدل بين الذكر والأُنثى ، والأخذ بأسباب الواقع
والحقيقة.
ويدفع تعليل هذه الأحكام بتفضيل الرجال
على النساء ، إنّ الله تعالى ساوى بين الأبوين في الميراث ، فقال سبحانه : (
وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا