اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 377
وعلى ذلك شواهد كثيرة طمست فيها حقائق
تاريخية حفاظاً على شخوص الحاكمين.
( ........... )
حاشاه أن يتبوّل قائماً :
س
: عن رجل عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : سألته عن الرجل
يطلي فيبول وهو قائم؟ قال : « لابأس به »
[٣] ، فما مدى صحّة هذه الرواية؟ كما أنّ أهل
السنّة يزعمون بأنّ الرسول صلىاللهعليهوآله قد بال قائماً ، أليس
في ذلك انتقاص له صلىاللهعليهوآله؟
ج : لقد ثبتت عصمة الأنبياء عليهمالسلام بدليلي العقل
والنقل ، ومن مراتب العصمة أن لا تحصل من الأنبياء أُمور توجب النفرة منهم ، لأنّ
ذلك ينافي الغرض من بعثتهم ، وهو إبلاغ الرسالات السماوية بواسطتهم إلى الناس ، ومن
ذلك مسألة البول قائماً التي توجب النفر من فاعلها ، وقلّة مروءته بين الناس ، والتي
لا نتصوّر نحن البشر العادّيون أنّ أحداً من الناس المحترمين ـ فضلاً عن ذوي الشأن
والسمو ـ يفعل ذلك.
ومن هنا يذكر ابن قدامة عن أبي مسعود قوله
: « من الجفاء أن تبول وأنت قائم ، وكان سعد بن إبراهيم لا يجيز شهادة من بال
قائماً ، قالت عائشة : من حدّثكم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان يبول قائماً فلا تصدّقوه ، ما كان يبول إلاّ قاعداً ، قال الترمذي : هذا أصحّ
شيء في الباب » [٢].
وأمّا الرواية المنقولة فهي تدلّ على
الجواز لا على رجحان الفعل ، وموردها مورد المعذور عن القعود للتبوّل لوجود علّة ،
وهي الطلاء من النورة ، مع أنّ الكلام في نسبة ذلك إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأنّه ينافي
المروءة لا في جواز الفعل منّا ، فالرواية أجنبية عن محلّ الكلام.