اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 324
الصحابة ـ كأبي بكر
ـ على عدم قتلهم وأخذ الفداء منهم ، قرّر صلىاللهعليهوآله
أن يأخذ منهم الفداء ، بعد أن أخبر أصحابه بأنّ نتيجة أخذ الفداء هو أن يقتل في
العام القابل من المسلمين بعدد الأسرى ، فقبلوا ذلك ، وتحقّق ما أوعدهم به صلىاللهعليهوآله في معركة أُحد.
وممّا يؤيّد هذا ما جاء في بعض النصوص :
أنّ جبرائيل نزل على النبيّ صلىاللهعليهوآله
يوم بدر فقال : « يا محمّد إنّ الله قد كره ما صنع قومك ، من أخذهم الأسارى ، وقد
أمرك أن تخيّرهم بين أمرين : أن يقدّموا فتضرب أعناقهم ، وبين أن يأخذوا الفداء
على أن يقتل منهم عدتهم ».
فذكر صلىاللهعليهوآله
ذلك لهم ، فقالوا : يا رسول الله ، عشائرنا وإخواننا ـ وهذه الكلمة تشير إلى أنّ
الذين قالوا ذلك هم من المهاجرين ـ لا بل نأخذ فداءهم ، فنقوى به على عدوّنا ، ويستشهد
منّا عدّتهم [١].
فما تقدّم يدلّ على أنّ تخييرهم هذا
إنّما كان بعد تأكيدهم على رغبتهم في أخذ الفداء ، وظهور إصرارهم عليه ، فأباح لهم
ذلك.
ولكنّنا نجد روايات أُخرى تقرّر عكس ما
ذكر آنفاً وتقول : إنّه صلىاللهعليهوآله
مال إلى رأي أبي بكر ـ أي إلى أخذ الفداء ـ ولكن عمر رفض ذلك ، وكان رأيه هو قتلهم
، فنزل القرآن بمخالفته وموافقة عمر ، وهذا غير صحيح ، لأنّ بعض علماء السنّة نصّ
على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
مال إلى القتل [٢].
وذكر الجاحظ : أنّ الأُسرى قالوا : « لو
بعثنا إلى أبي بكر ، فإنّه أوصل قريش لأرحامنا ، ولا نعلم أحداً آثر عند محمّد منه
؛ فبعثوا إلى أبي بكر فأتاهم فقالوا : يا أبا بكر ، إنّ فينا الآباء والأبناء ،
والأخوان والعمومة ، وبني العمّ ، وأبعدنا قريب ، فكلّم صاحبك يمن علينا أو يفادينا
، قال : نعم ، لا
[١] جامع البيان ٤ /
٢٢٢ ، زاد المسير ٢ / ٥٢ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٤٣٤ ، الدرّ المنثور ٢ / ٩٣ ،
سبل الهدى والرشاد ٤ / ٦١.